قراءة تحليلية للإدارة الأمريكية الجديدة

15 نوفمبر 2024
قراءة تحليلية للإدارة الأمريكية الجديدة

الدكتور أحمد الشناق

في قراءة تحليلية لإدارة ترامب الجديدة ، بتعيناته لقيادات في مواقع الإدارة العليا ، تثير تساؤلات حول السياسة الخارجية الأمريكية وتأثيرها على الشرق الأوسط ، وفي قراءة تحليلية لرؤية ومواقف شخصيات تتبوأ مواقع إتخاذ قرار السياسة الخارجية ، نستطيع قراءة ملامح المرحلة القادمة على المنطقة ، والتعامل مع إدارة أمريكية لا زالت تقود النظام الدولي ، وتأثيرها الحاسم في الموقف الدولي نحو القضايا العالمية .
– ماركو روبيو، وزير الخارجية ، صاحب نظرية تحقيق السلام بالقوة ، وله مواقف حادة ومتشددة مع الصين وإيران ، وبقي مؤيداً للحرب على غزة ، ويصف حماس بالتنظيم الإرهابي .
– مايك والتز، مستشار الأمن القومي ، معروف بمواقفه المشددة تجاه التيارات الإسلامية والإسلام السياسي ، ويؤمن بعودة جميع اليهود إلى فلسطين ، والدولة اليهودية على أرض فلسطين . ويضع الإسلام السياسي المتطرف بمصاف الفاشية والشيوعية .
– مايك هكبي ، سفيراً للولايات المتحدة لدى الكيان الإسرائيلي ، قسيس يتبع للكنيسة الإنجيلية الداعمة لتجميع اليهود في فلسطين ، دارساً للاهوت ، وحليف للمستوطنين اليهود ، ومؤيدا بقوة لدولة يهودية .
– إليز ستيفانك ، سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة ، وهي اطاحت برؤوساء جامعات أمريكية بشأن معادة السامية ، إثر احتجاجات طلابية ضد الحرب على غزة . وكما أعلنت ينتظرها عمل هائل داخل الأمم المتحدة لمواجهة الارتفاع الهائل في معادة السامية .
وعلى ضوء هذه المواقف لمواقع السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة ، تبقى تساؤلات مطروحة على قادة المنطقة العربية ، وآليات التعامل مع الإدارة الجديدة وسياستها على مستقبل القضية الفلسطينية ، ومخاطر إتخاذ قرارات ضم الضفة الغربية أو أجزاء كبيرة لدولة الإحتلال وكذلك ضم شمال قطاع غزة ، وإعتماد نهج سياسات التهجير للفلسطينيين ، لتنفيذ رؤية ترامب بتوسيع مساحة الكيان الصغيرة .
إن مواجهة السياسة الخارجية الأمريكية على المنطقة تتطلب توحيد الصف الفلسطيني بقيادة فلسطينية موحدة ، وتجاوز التفكير الفصائلي، لمشروع تحرر وطني فلسطيني بمعزل عن ملفات المنطقة وتداخلتها الإقليمية ، وكذلك يتطلب صلابة في الموقف العربي وفق مقررات قمة الرياض ومبادرة السلام العربية 2002 والتمسك بحل الدولتين , ورفض كل محاولات التطبيع وشرق أوسط جديد قبل قيام الدولة الفلسطينية ، ومواصلة التنسيق مع الدول الإسلامية والدول الداعمة لحل الدولتين ، وعزل الكيان ومقاطعته ، لإحداث التغير في موقف الإدارة الأمريكية الجديدة ، وهي دولة لها مصالحها في المنطقة ، وحتى تستجيب للمطالب العربية بتحقيق السلام القائم على العدل وحقوق الفلسطينين المشروعة لتنعم شعوب المنطقة بالأمن والإستقرار وتحقيق الازدهار .