بكر خازر المجالي
تاريخ العلاقات الاردنية البريطانية تعود من عهد الحكومات المحلية الاردنية عام 1920 والى الان تقريبا ، ثم كان هناك خاصة بعد الاستقلال الاردني عام 1946 سلسلة من العلاقات الاردنية مع العرب أولا ومع باقي الدول الاخرى . ولكن هل كانت هناك علاقات اردنية امريكية ؟ والى متى يعود تاريخها ؟.
ربما نجد في هذه الخبر التالي اضاءة على تاريخ هذه العلاقة ، فقد نشرت جريدة الجزيرة يوم 2 شباط من عام 1949 خبرا بعنوان ” امريكا تعترف بحكومة شرق الاردن ” وجاء نص الخبر كالتالي :
” افادت مصادر الانباء في الساعات المبكرة من صباح أمس اعتراف الولايات المتحدة الامريكية اعترافا قانونيا كاملا في المملكة الاردنية الهاشمية ،وقد جاء في البلاغ الامريكي الصادر من البيت الابيض في هذا الشأن أن علاقات ودية غير رسمية كانت قائمة بين امريكا وشرق الاردن خلال الاشهر الماضية ،وطبقا لذلك أيدت أمريكا انضمام شرق الاردن الى هيئة الامم ،وقد تقرر الآن الاعتراف بها دولة مستقلة .
وذكرت المصادر السياسية في عمان أن الحكومة الاردنية كانت تعلم بأمر هذا الاعتراف كما أن المستر ستابلر وكيل القنصلية الامريكية العامة في القدس يقيم في عمان منذ عدة اشهر لرعاية المصالح الامريكية وهو يسعى لانشاء المفوضية الامريكية في عمان . وينتظر ان يتم افتتاح هذه المفوضية في أيام قابلة ، كما ان الاوساط الرسمية قد رشحت شخصية محترمة لتمثيل المملكة في واشنطن ” الى هنا انتهى الخبر .”
نعلم ان اول تمثيل ديبلوماسي غير عربي قد كان بعد استقلال المملكة الاردنية الهاشمية عام 1946 ومع بريطانيا ، وتم تعيين الشريف عبدالمجيد الحيدر كأول سفير للاردن هناك ، اما العلاقات مع امريكا فقد أخذت بعدا اخر ، وجاء الاعتراف بالاردن دولة مستقلة في شهر نيسان من عام 1949 في فترة نهاية مفاوضات رودس بين الجانب الاردني والاسرائيلي لرسم خط الهدنة بين الاردن وفلسطين وكان تأخير اسرائيل ومماطلتها في التوقيع هو لاتاحة الوقت للقوات اليهودية في منطقة العقبة لاحتلال اكبر قدر من الارض .
وأشار الخبر الى تأييد امريكا انضمام الاردن الى هيئة الامم ، والحقيقة رغم هذا التأييد فقد واصل الاتحاد السوفييتي استخدام حق النقض “الفيتو ” ضد انضمام الاردن .واستمر الحال حتى عام 1955 عندما نجح الاردن بالانضمام اليها كعضو بكامل الحقوق .
واشارت المصادر السياسية الى ترشيح شخصية محترمة كممثل للاردن لدى امريكا ، وكان اختيار يوسف هيكل كأول سفير اردني ، وهيكل كان رئيس بلدية يافا الفلسطينية ، والتحق بالبلاط الملكي وعمل سفيرا في الهند والصين في فترات لاحقة ووضع عدة مؤلفات من بينها كتاب ” جلسات في قصر رغدان ” .
ملفات أخرى ستتبع