وطنا اليوم_بقلم محمد ملكاوي_إسرائيل اليوم وكعادتها، رفعت مستوى التهديد، وأطلقت طائراتها الحربية في السماء كمن يعلن عن بداية الحرب، ووسائل إعلامها ما قصّرت في التهويل، لكن لنفاجأ، كما هو متوقع، بأن “الرد العسكري” الإسرائيلي على إيران ما هو إلا استعراض آخر، استهلك الوقود وأشعل السماء دون أن يلمس الأرض ، وهون صار لازم نقول: “الرد الإسرائيلي أبو الشلن”!
و كالعادة، ابتدأ المشهد بتسريبات إعلامية ضخمة، عناوين رنانة عن “تحركات إسرائيلية خطيرة” ضد إيران، تقرأها فيشعر المشاهد أن “ضربة كبرى” قادمة، وتجد الاحتلال يحشد الشاشات ليقنع جمهوره بأنهم في أيدٍ أمينة ، لكن في النهاية، “الرد” ما كان إلا استعراضًا جويًا لم يدخل حتى قلب طهران واكتفى بالحدود خوفآ من اصطياد طائراتهم من قبل الدفعات الجوية الايرانية .
لكن، ليش؟ ليش إسرائيل بتستعرض بالسماء وتتحاشى الأرض لما الموضوع يتعلق بإيران؟ ما سمعنا عن قصف حقيقي، ولا عمليات استراتيجية، بس “فشخرة” إعلامية ، و الحقيقة أن إسرائيل صارت تتحسب كثيرًا قبل ما ترفع وتيرتها أمام إيران، على عكس ما بتعمل مع غزة ولبنان.
حين ننظر الى إيران، نجدها أهدأ من الطائرات الإسرائيلية اللي ضيعت وقتها بالسماء اليوم على الفاضي ، يبدو أن طهران اصبحت أكثر استعدادًا وتوقعًا لهالألعاب اللي تعودنا عليها ، بالنسبة لها، هذا الاستعراض مكشوف، لا بيرعبها ولا بيقلقها، وصار أقرب للمسرحية اللي حافظينها من كثر ما تتكرر.
المشهد هذا بيخلينا نرطح تساؤلات : وين هي “الجرأة” اللي بتظهرها إسرائيل عادة؟ ليش هالتردد أمام إيران؟ الجواب يمكن بسيط: إسرائيل ما عندها قدرة تتحمل الرد الإيراني المباشر !!!
بينما الأمر بغزة أو لبنان مختلف اطلاقآ ،و بتضرب بدون حساب، لأنها ضامنة أن الرد محدود، لكن لما يكون الحديث عن إيران، المشهد يتغير.
بالنهاية اسرائيل تركتنا بحدث خالي من الفعل ، طائرات في الجو وصور على الشاشات وصرف وقود، لكن النتيجة؟ استعراض إعلامي لا بيحمي جبهة ولا يحقق ردع.