بقلم الدكتور هشام العميان
أعتقد أن تطوير التعليم يمثل حاليا تحدياً رئيسياً في مجتمعنا، وهو أمر ملحٌ أكثر من أي وقت مضى. كأب وتربوي، ومن خلال متابعتي لتجربة أطفالي الدراسية، أصبح من الواضح أن نظام التعليم الحالي بحاجة إلى إعادة تقييم شاملة ليتناسب مع متطلبات العصر. يتطلب هذا التطوير مراجعة بعض الممارسات التعليمية التي تؤثر سلبًا على جودة التعليم، ومن أبرزها: كثافة المناهج، الإفراط في الاختبارات، طول ساعات الدراسة، كثرة الواجبات المنزلية، والمناهج التي تفتقر إلى الارتباط بالحياة اليومية.
أولا: المناهج الدراسية المكثفة
أصبح الطلاب يواجهون عبءًا كبيرًا بسبب كثرة المواد الدراسية التي تركز على الكم على حساب الجودة. يجب أن يكون الهدف الأساسي من التعليم هو تحسين نوعية المحتوى بدلاً من زيادة عدد المواد، مع التركيز على تطوير المهارات التي تؤهل الطالب لحياة ناجحة.
ثانيا: ألاختبارات المتكررة
الاختبارات المتواصلة أصبحت مصدر قلق كبير للطلاب، وتساهم في خلق ضغوط نفسية تؤثر على أدائهم. هناك حاجة ماسة إلى اعتماد أساليب تقييم أكثر تفاعلية ومرونة، مثل الأنشطة والمشاريع الإبداعية التي تتيح للطلاب إظهار مهاراتهم وقدراتهم دون الاعتماد الكبير على الامتحانات التقليدية.
ثالثا: طول ساعات الدراسة
إطالة يوم الدراسة يؤدي إلى إرهاق الطلاب جسديًا وذهنيًا، مما يقلل من قدرتهم على التركيز والتعلم. يجب تقليص ساعات الدراسة وجعلها تتماشى مع قدرة الطالب على الاستيعاب، بالإضافة إلى منح فترات استراحة كافية لتحسين الأداء.
رابعا: كثرة الواجبات المنزلية
الواجبات المنزلية الزائدة تسهم في زيادة الضغوط على الطلاب وتؤثر على توازن حياتهم بين الدراسة والأنشطة الشخصية. ينبغي تقليل هذه الواجبات لمنح الطلاب فرصة لقضاء وقت خارج المدرسة في تنمية مهاراتهم الاجتماعية وممارسة هواياتهم.
خامسا: المناهج المعقدة وغير الواقعية
بعض المناهج الدراسية تفتقر إلى الارتباط بالحياة العملية ولا تخدم الطالب في مستقبله. يجب أن تكون المناهج التعليمية أكثر عملية وترتبط بالواقع، لتعزيز مهارات حياتية يحتاجها الطالب في المستقبل، بدلاً من التركيز على مواد نظرية معقدة لا تقدم فائدة ملموسة.
ختاما
أرى ان صلاح التعليم يتطلب تبني رؤية شاملة تأخذ في الاعتبار احتياجات الطلاب ومتطلبات المجتمع الحديث. يجب أن يركز النظام التعليمي الجديد على تنمية القدرات الإبداعية والتفكير النقدي، لضمان أن يكون الطلاب أكثر استعدادًا لمواجهة تحديات المستقبل والمساهمة بفعالية في بناء مجتمعهم وكل عام ومعلمينا بألف خير