دفتر العائلة ودفتر خدمة العلم والحكومة الالكترونية

منذ ساعة واحدة
دفتر العائلة ودفتر خدمة العلم والحكومة الالكترونية
كتب زهدي جانبيك:
فهد طالب جامعي اردني على وشك التخرج… بدأ يومه يوم السبت بالدخول على موقع الجامعة لاتمام عملية تسجيله في الفصل الدراسي الاخير من دراسته الجامعية لانه طالب متفوق انهى دراسته قبل الموعد المحدد بسنة كاملة….
مع ان زملاءه “يعايرونه” بانه احد مخرجات الكورونا الاكاديمية في التاريخ الاردني…
الا ان وفهد يشعر بالفخر بانه من هذه الدفعة التي خرجها “الوزير ابو غمزة” ءات يوم…
ويفتخر بانه ينتمي الى دفعة الكورونا التي انتجت 10 الاف طالب معدلاتهم فوق 90 ومنهم 78 طالب حصلوا على معدل 100 لاول مرة في تاريخ المملكة…
نعم هؤلاء دفعة مواليد 2002 التي تقدمت للامتحانات عام 2020 عام الكورونا… لكن هذه ليست النقمة او النعمة الوحيدة المرتبطة بفهد ابن هذه الدفعة …
فهي الدفعة التي تم اعادة تفعيل خدمة العلم في الاردن بسنة تخرجهم 2020 بعد ان كانت مجمدة لمدة 39 سنة…
مع ان الدعوة اصلا صدرت منتصف شهر آذار من العام 2011م حيث طلبت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية من الذكور من مواليد (1974-1993م ) مراجعتها لتصويب اوضاعهم تحت طائلة العقوبة…
وحينها اي عام 2020 استغرب فهد ان الدعوة للخدمة العسكرية الالزامية جاءت من وزارة العمل، والتسجيل يتم على موقعها الالكتروني.
خدمة العلم
نعود الى فهد صباح يوم السبت فقد عجز فهد عن اتمام تسجيله في الجامعة لان الكمبيوتر لم يقبل اتمام عملية التسجيل بالجامعة لان فهد لم يقم بتأجيل “خدمة العلم”…
فهد فكر قليلا… ثم قرر ان لا يؤجل خدمة العلم الالزامية… ذهب الى شعبة التعبئة وبدلا من تقديم طلب تاجيل قدم استدعاء للالتحق بخدمة العلم… رفضوا قبول طلبه وقالوا له: لا يوجد تجنيد لخدمة العلم، يجب عليك ان تقدم طلب تأجيل وان تدفع الرسوم…
تساءل فهد وهو يفكر باستغراب: هم استدعوني لخدمة العلم…مع انهم لا يستطيعون او لا يريدون التجنيد للخدمة حاليا، فلماذا علي ان ادفع رسوم التأجيل وانا لا اريد التأجيل؟؟؟
صباح اليوم التالي الاحد، سافر فهد الى الجامعة ساعة ونصف بالسيارة وقدم طلب تأجيل خدمة العلم…فطلبوا منه دفتر العائلة…
استغرب فهد هذا الطلب لانه لم يكن يتوقعه ولم يسبق ان طلبوه منه في المرات السابقة… فسافر بالسيارة ساعة ونصف عائدا الى منزله وأحضر دفتر العائلة، ثم قفل عائدا الى الجامعة بسيارته لساعة ونصف اخرى على الطريق…
وذهب الى مكتب التعبئة داخل الجامعة لفتح شاشة التسجيل له… امسك الموظف بدفتر العائلة وفتحه ونظر اليه …ثم طلب من فهد دفع دينارين رسوم تأجيل خدمة العلم… ومشت المعاملة.
تساءل فهد وهو يفكر باستغراب:
• ما الذي كان يبحث عنه الموظف في دفتر العائلة؟؟؟
• الم يكن من الممكن العثور على ما يبحث عنه الموظف الكترونيا؟؟؟
• مضى له بالجامعة اربع سنوات، معقول ان هذه المعلومة ليست موجود بملفه؟؟؟
• اليس هناك حكومة الكترونية ؟؟؟
المهم : دفع فهد دينارين رسوم تأجيل خدمة العلم غير الموجودة على ارض الواقع، وراجع المكتب المجاور وفتحوا له شاشة التسجيل واستكمل تسجيله لفصل التخرج…
ولم يستطع فهد كبح جماح عقله فتساءل فهد وهو يفكر مستغربا:
• اذا كان المشمولون بخدمة العلم حسب قانون خدمة العلم لعام 1976 وتعديلاته هم الفئة العمرية من 18 الى 40 سنة، فكم يبلغ عدد هؤلاء؟؟؟ فبحث في دائرة الاحصاءات العامة ووجدهم حوالي 1513010شابا تقريبا.
• اذا دفع كل منهم 4 دنانير رسوم اصدار دفتر خدمة العلم لاول مرة، ودفع دينارين رسم تأجيل لمدة 13 سنة (منذ استدعاءهم سنة 2011) فكم يكون مجموع ما دفعه الشباب؟؟؟
استعمل فهد اكسل شيت لاجراء الحسبة فوجدها 45 مليون دينار رسوم خدمة علم خلال 13 سنة وبمعدل 3.5 مليون دينار سنويا.
• وتابع فهد تساؤله: على ماذا حصل الشباب مقابل هذه الرسوم؟؟؟
ركب فهد سيارته عائدا الى بيته ولكنه طيلة الطريق ظل يفكر بالسؤال العالق في ذهنه: ما علاقة دفتر العائلة بتأجيل خدمة العلم؟؟؟ وعن ماذا كان الموظف يبحث في دفتر العائلة؟؟؟ يعني هل كان هناك معلومة في دفتر العائلة يمكن ان تؤدي الى عدم موافقتهم على تأجيل خدمة العلم لفهد هذه السنة بعد ان اجلوها له في السنوات الدراسية الثلاث الماضية؟؟؟
هل كان يمكن ان يحصلوا على هذه المعلومة من ملفه لديهم او من الربط الالكتروني للحكومة الالكترونية ويوفروا عليه سفر 3 ساعات ذهابا وايابا؟؟؟
نام يا فهد … نام وبطل تفكير وتساؤل واستغراب…. ناااام بلا كثرة حكي ومشاكل.