د. عادل يعقوب الشمايله
يتباهى قادةُ كيان الاحتلال الصهيوني، أنَّ ذراعَ اسرائيل طويلةٌ وأنها قادرةٌ على الوصول الى كل بقعة في الشرق الاوسط.
الحقيقةُ التي يتجاهلها اولئكَ المتغطرسون، أنَّ طيران ومدفعية الجيش اللبناني تستطيع أيضاً الوصولَ الى معظم انحاء فلسطين المحتلة بغض النظر عن النتيجة. فكيف ببقية الجيوش العربية؟
بكل تأكيد، يستطيع سلاح الجو وسلاح المدفعية الاردنيين الوصول الى كل بقعة في فلسطين، وكذلك يستطيعُ الجيشُ السوري والجيشُ المصري والجيشُ السعودي والجيشُ اليمني.
نقطةُ الاختلاف بين واقعنا وواقع اسرائيل ليس القدرةَ على الوصول وطول الذراع وقصرها، وانما الارادةَ السياسيةَ.اذا توفرت الارادةُ السياسية لدى الدول العربية، فإنَّ اسرائيل سترتجف كما ارتجف النملُ خوفاً من جيش سليمان ان يحطمنه.
إسرائيلُ لا تستطيعُ ان تحاربَ لوحدها حتى النصر، بل إنها لا تستطيع ان تتبجح وتهدد وتتحدى وتتنمر بدون الدعم الامريكي والغربي لها. بدون السلاح والذخائر ووسائل التجسس من خلال الاقمار الصناعية والمسيرات واجهزة التصنت والجواسيس على الارض. وكذلك بدون الدعم المالي والدعم السياسي الامريكي الغربي المشترك الظالم.
دخول ايران على خط المواجهة المسلحة، وضع اسرائيل امام خطرٍ اكثرَ جديةً وأكثرَ تهديدا لوجودها. وقد اثبتتْ الضرباتُ الايرانية أنَّ اسرائيل مكشوفة وتحت الخطر.
ما يحمي اسرائيل ويبقيها موجودةً تتنفس امران:
١-عصا موسى. وهي امريكا والدول الغربية.
٢-غيابُ الإرادةِ السياسيةِ العربية الموحدةِ المُناهضة جديا، المقاومةِ اخطرها الوجودي الحقيقي على الدول العربية الذي لا تخفيه.
في حال تحقق ارادة سياسية عربية موحدة، سيتمُ تحييدُ امريكا والدول الغربية. لأن موقفاً عربيا موحداً ومخلصاً سَيُجبرُ امريكا وحلفائها الغربيين على التضحية بالكيان الصهيوني.
موازينُ القوةِ في العالم ليست ازلية وثابتة، وشكل النظام العالمي قابلٌ للتغيير وهو في الطريق الى التغيير قد يؤدي الى تخفيف الكفة المؤيدة لاسرائيل.
الخطرُ الذي يمثلهُ التحالفُ الامريكي الاوروبي الاسرائيلي يستلزمُ انحيازَ العالم العربي الى القوى الناهضةِ التي تتحدى هيمنة امريكا وستأخذُ مكانها لا محاله.
الوطنُ العربيُ بجغرافيتهِ ومواردهِ قادر على تغيير موازيين القوة لغير مصالح امريكا واوروبا.
المهم توفر الارادة السياسية. والإرادةُ السياسية تصنعها الشعوبُ صاحبةَ الشرعيةِ وواهبتها ومصدرَ السلطات.
تَنَبَهوا وَاستَفيقوا أَيُّها العَرَب
فَقَد طَمى الخَطبُ حَتّى غاصَتِ الرُّكَبُ
فيمَ التَعلُّلُ بالآمالِ تَخدَعَكُم
وَأَنتُم بَينَ راحاتِ الفَنا سلُبُ
كَم تُظلمون وَلَستُم تَشتَكون وَكَم
تُستَغضَبونَ فَلا يَبدو لَكُم غَضَبُ
ألِفتُم الهون حَتّى صارَ عِندَكُمُ
طَبعاً وَبَعضُ طِباعِ المَرءِ مُكتَسَبُ
وَفارَقَتْكُم لِطول الذُلِّ نَخوَتكُم
فَلَيسَ يُؤلِمُكُم خَسفٌ وَلا عَطبُ