منذ اللحظة الأولى لإغتيال الشهيد (إسماعيل هنية) كنت على يقين تام بأن الرد سيكون مزلزلا وقويا وإستراتيجيا على هذه الجريمة التي إقترفها الكيان الصهيوني وحليفته الولايات المتحدة، ومن يقف خلف الصهاينة الذين إختاروا الصمت على جرائم الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة،وأن المخططات التي تمت حياكتها في الغرف المغلقة، لم تكن في حساباتها أن حركة حماس سترد بهذة الطريقة الصاعقة بإختيارها المناضل القوي والعنيد والعسكري المحنك( السنوار) الذي أدار معركة (طوفان الاقصى) مايقارب عاما كاملا بكل أمانة وقوة وإقتدار ،وهو القائد القادم إليهم من أنفاق غزة، ومن سجون الإحتلال الذي أمضى فيها زمنا طويلا ،قبل أن يتم الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى المعروفة بإسم ( صفقة شاليط) ،فهو يتمتع بكاريزما قوية وبثقافة سياسية متمكنة وصل إليها من خلال القراءات في الماركسية والثورية وأدب السجون والمعتقلات ،بالإضافة إلى أنه يمتلك عقيدة جهادية متجذرة في قلبه ووجدانه ، ويمتلك خبرة واسعة في التعامل مع جيش الإحتلال بكل مكوناته .
هذا الرد الذي إتخذته حماس هو رد إستراتيجي بشقيه العسكري والسياسي يحمل في طياته رسالة قوية للعالم بأسرة الذي صمت أمام جريمة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني التي إقترفها الكيان الصهيوني هذة الرسالة وهي ان ( المقاومة مستمرة) وأن حركة حماس قد إنتقلت من المسار السياسي العسكري إلى مسار آخر ( حركة تحرر وطنية) بكل معانيها الثورية، وبعيدا عن كونها فقط حركة مقاومة إسلامية أو فصيل فلسطيني أيدولوجي مقاوم ، وهنا إنتقلت إلى مسار الإنتقال إلى الجماهير والشعوب العربية التي تتوق إلى حركة ثورية تحررية، بعد معاناة طويلة مع المسارات السياسية التي إختارات( معاهدات وإتفاقيات) وإطارات تفاوضية مع الكيان الصهيوني لإنتزاع حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته على أرضه وبقيت ترواح مكانها طويلا ، إلى أن بدأت معركة ( طوفان الأقصى) التي قادها القائد ( يحيى السنوار) بكل قوة وصمود .
أما الرسالة الثانية التي حملها هذا القرار فهي موجهه إلى الولايات المتحدة الني أعطت الضوء الأخضر للكيان الصهيوني وجيش الإحتلال بإقتراف جريمة الإبادة وجرائم حرب في غزة فهذة الرسالة أي ( إختيار السنوار ) رئيسا لحركة حماس هي مقابل قرارات ( الفيتو) التي وجهتها الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي ضد أي قرار يتم تبنية من أجل وقف إطلاق النار ،ووقغ جرائم الإبادة للشعب الفلسطيني ،وهو بمثابة تحدي واضح للشرعية الدولية التي لم تسطتع إتخاذ قرار في محكمة العدل العليا بحق المجرم ( النتن ياهو ) ومحاكمته دوليا.
أما الرسالة الثالثه
فهي موجهه إلى النظام الرسمي العربي الذي بقي صامتا أمام مشاهد الإبادة للشعب الفلسطيني وصمت أمام القتل والتدمير والتجويع ولم يستطيع إرسال مساعدات إلى أهل غزة بعد موافقة الكيان الصهيوني وحلفاءه وبقي متمسكا بمسار ( التطبيع الإبراهيمي) باحثا عن نقطة ضوء تمكنه من دعم غزة بشكل غير مباشر وبموافقة الولايات المتحدة.
أما الرسالة الرابعة فهي رسالة إلى الشعب الفلسطيني باكمله في الداخل وفي الشتات حيث أن خيار ( المقاومة ) هو الخيار الأساسي وأن الكفاح المسلح هو طريق التحرير، وأن على جميع الفصائل الفلسطينية التوحد والإنضمام إلى( حركة تحرر) وتحت راية واحدة تحمل شعارا واحدا ( الكفاح المسلح طريق التحرير)،والعودة إلى شعارات الثورة الحقيقية ( وراء العدو في كل مكان) ،والتخلي عن مسار ( أوسلو) وعدم الإنسياق خلف المسار الإستسلامي ووهم القرارات الشرعية التي لم يتحقق منها شيء ،بالعكس كانت مقبرة للخيار المسلح فما أخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة وان الحقوق تنتزع إنتزاعا ولاتمنح ، فالميزان الآن أصبح باتجاه القوة فقط .
أما الرسالة الخامسة فهي إلى محور المقاومة فقد إنتقل هذا المحور من مسار الإسناد الجزئي إلى المسار الرئيسي الموحد وضمن تنسيق وتوحيد الجبهات وتوزيع الأدوار كل حسب جغرافيته ووضعه المناسب وعدم التشتيت بل تنسيق وتناغم تام مابين كل الجبهات.
أما الرسالة الأخيرة فهي موجهه إلى كل الشعوب الحية التي تتوق للتحرر أو حصلت على حريتها، كانت تلتف حول رموز ثورية حقيقية تؤمن بها وتنطوي تحت لواءها، فالوقت قد حان لتنال الشعوب حريتها من الإستعمار الإمبريالي والرأسمالي والصهيوني وتحقق سيادتها على أرضها وشعوبها
وأن النصر آت وإنه لجهاد نصر أو إستشهاد
بقلم الناشطة السياسية : باسمة راجي غرايبة