بقلم:المحامي د. مهند صالح الطراونة
طالعتنا الصحافة المحلية والمنصات الرسمية في مواقع التواصل الإجتماعي مقالة للحكيم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير بن طلال يحفظه الله ويرعاه تتضمن مرتكزات وخطة عمل ومنهج لدولة المئوية الثانية ترتكز على خطاب وصفه صاحب السمو بما يجب أن يكون في الحداثي والمتنور، أساسه أن تكون فيه الحكومات مدنية، تعتمد في منهجها على الدستور الاردني الذي قام على متانة دستور عام 1952م، وتأخذ،حمايتها من التشريعات العصرية التي تلبي حقوق الفرد والمواطنة وتحقيقا للعدالة والمساواة التي تشكل الركيزة الأساسية، وتتحقق بها حقوق الجميع، مسترشدين بمقولات الملك فيصل الأول الذي كان يؤكد في خطبه لأهالي بلاد الشام «لا يوجد بيننا أقليات وأكثريات نحن شعب واحد»، وبما حققه دستور عام 1952م.
هذا وقد بين سيدي صاحب السمو بنفس المقالة رؤيته الحكيمة لما يجب أن يكون عليه خطاب الدولة ومفهوم المواطنة ، وماهو نطاق العلاقة بين الرئيس بالمروؤس المسؤول ، وأشار إلى مرتكزين في المئوية الأولى يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في المئوية الثانية :
أولهما: رسالة عمان التي تُشدد على روح التسامح والتعددية والاعتدال والوسطية، وهو ما يتناسب مع المجتمع الأردني عبر تاريخه خلال المئوية الأولى من عمر الدولة.
وثانيهما: الأوراق النقاشية السبعة التي قدمها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وحدد فيها الرؤية والاستراتيجية، ورسم المنهجية في الفكر المتجدد في المؤسسات، وهي مكملة للدستور ولروح النهضة، وتعتبر خارطة طريق مستقبلي تحتاجه الدولة والمجتمع لرسم الزمن القادم
كما وصف سيدي صاحب السمو الملكي هذه الأوراق النقاشية الملكية بأنها حالة متقدمة في العلاقة بين الملك والمواطن والدولة ومؤسساتها، وهي استمرار للخطاب الهاشمي الذي بدأه الشريف الحسين بن علي (ملك العرب) وأبناؤه الأربعة، وتابعه الملك طلال بن عبدالله وتجسد في الدستور الاردني في عام 1952، وتجلى في خطابات الملك الحسين بن طلال عبر ما يقرب من نصف قرن من عمر الدولة الأردنية.
وا عتبر سيدي صاحب السو الملكي أن المشكلة التي يجب الوقوف عندها باهتمام، هي خطاب الحكومات في المئوية الأولى، وآلياته وكيفية تفاعل الشعب معه، ونوه صاحب السمو أنه من الضروري مليا مع مستوى هذا الخطاب ومصادره ومرتكزاته، ودراسة ردود الفعل الشعبية من النخب السياسية والفكرية والاجتماعية على كل المستويات، وتقييم هذه الردود لفهم مكونات الخطاب الرسمي، وتحليله وتقييمه.
Tarawneh.mohannad@yahoo.com