الطاغية

27 يوليو 2024
الطاغية

وطنا اليوم_بقلم محمود يوسف التل

أي مخلوقٍ هذا من البشر؟
بأي عينٍ هذا النتن يصعد منبر الكونغرس ويخطب على الناس كذباً وافتراءً وتدليساً؟ بأي حق يُستقبل هذا المسخ استقبالاً حافلاً تحت وابلٍ من التصفيق؟ ما هذا الطفل المدلل الذي يُؤخذ بالأحضان؟ هذا النجس الملطخة يداه (شُلَتَا) بالدم، وأي دم يا حسرة؟ الدم العربي المسلم. هذا الأرعن وعصابته يتلذذون بأسر وتعذيب أطفال، شيوخ، نساء، وشباب… وعلى رؤوس الأشهاد قراءة لخطاب هذا المهووس أمام شيوخ أمريكا. مأسآة، الله أكبر.

في موآزين الحق يتلاعبون. أين تُصرف كلمته؟ يصف كِيَانه المغتصب بدولة ديمقرآطية حضارية وأهلَ فلسطين أصحابها بالهمجية الداعشية. ومن لسانه يُدان، مُستذكراً فعلة هتلر بمحرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية. أتعرفون لماذا؟ لعرقهم ودينهم. وأنا أُضِيف لمكرهم وتخريبهم. في حين كانوا يعيشون في كَنَف الدول العربية والإسلامية، نسوا ذلك، ولهم عبآداتهم وتجآرآتهم وأطيآنهِم وهَوِيآتهِم. قاتل الله (بلفور) ووعده المشؤوم. فعلاً، بلفورُ، إنْ أنْفَذَ وعده، كَمْ مُسلمٍ يَشْقى ونَصْراني. كنت أتمنى أن يُلقَى القبض عليه (يآ هُمَآ لآلِي) لا أن يُؤخذ بالأحضان وحراسة مشددة لهذا المجرم بدل أن يُقدّم للعدآلة الدولية. وإن نجا منها، لن ينجو من عدآلة السماء.

في خطابه النِفَاقِي يتلاعب بعوآطِف شيوخ المجلس الأمريكي. وأي مجلس؟ مجلس يَحِل ويَربُط، قائلاً بأن نصره نصرٌ لأمريكا وهزيمته بمعنى هزيمتهمآ معاً. يُشْعِرُك أن أمريكا نبضه وهَاجسه وحياته وأمه وأبيه. خلف ذلك، مصلحة ومنآفع تغدق على إسرائيل غدقاً من المال والسلاح بأنواعه والخبراء. لا أدري كيف يُكرم (النتن) الصهيوني سفاح وسفّاك الدماء. بأي كَيْل تُوزِن أمريكا؟ كيف تَطَرَب على دِمَآء الأبْرِيآء؟ المُلفِت للأنْتبَاه أن أجواء أمريكا مُفعَمَةٌ بالأحداث والقلق داخلياً وخارجياً على الانتخآبآت الرئاسية، والمهاجرين غير الشرعيين. وخارجياً، الحرب الأوكرآنية الروسية ومشاكل أخرى. بالكاد تعالج هذه الأمور الخطرة. كيف تَتَفَرغ لـ(يآهو النتن)؟ لا أدري كيف؟

هذا اللقيط وكِيآنه الشاذ يُستَقبَل بالورود. ومن مجرى حديثه مستخفاً بأن العرب يُطالبون بفلسطين من النهر إلى البحر. نسيتَ، أيها الخسيس، أنك وأنذالك تحلمون وترسمون إسرائيل الكبرى. أتذكر، أيها اللعين، وأنت تستعرض خريطة فلسطين لاغياً معالمها، مبرزاً كِيآنك المزعوم. لهفي على هذه الأرض الطاهرة، كم هي مُحْتَآرة بأمثالكم، نفوس مُخَربة عبَثيٖة مِصَلْبِطَة. لا تعرف لها رأس من قدمين. نحن بنصرٍ من الله سنلجمكم. عيوننا عيون صقر للقنص، متولفين في بلدٍ أُناسها جُبِلُوا على حُب فلسطين.

أخي، جَاوَزَ الظالمون المدى. هذا المخادع يتفنن بأسلوبه. وهو يُحضر معه أسيرٌ مُحَرَر، وذاك ضابطٌ بُترتْ يده (عُقْبَى للثانية). وأم تُنَاجِيه أن يُعِيد ابنتها قبل أن تُفارق الحياة، مُستَعطفاً نفوسَ أعضاء الكونغرس الأمريكي. يا لشعب إسرائيل المظلوم. مُخْطىء من ظنَ يوماً أن للثعلب دينا. كنت أتمنى لو كان ردٌ عربي في حينه ليُعَرِي هذا الهراء بالأرقام. ما بين شهيدٍ، جريحٍ، أسيرٍ، مُشردٍ، ومفقود. غِزآوي تحت الأنقاض. ندعُ لغةَ الأرقام تتكلم عسى أنْ تَرِقَ قلوبُ المسحِجِين.

ما ينحر الحرَ في نحره ويُستَهجن. جلوس وقوف، جلوس وقوف، تصفيقٌ حادٌ من أعضاء الكونغرس المحابي، وكأن 140 ألف مكَلُوم لا شيء عندهم. يدعي هذا المفتري على حقوق العباد أن اليهودَ لآ رَفَعَ اللهُ لهُم راية. هم أصحاب فلسطين منذ أربعة آلاف عام، ونسِي أوْ تَنآسَى العربَ الكنْعآنيين والعربَ العبُوسيْين. فمن الجاهل في التاريخ؟ ومن غائبٌ عن جغرافية الأرض وحدودها؟ ليتك ما تكلمت، أيها المخدوع المخادع. هذا عديم الرجولة (نتن) كان حابكها مع اللوبي الصهيوني قبل أن يتوجه إلى الكونغرس الأمريكي، وذهابه إليه أنقذه من ضغوطات أهالي الأسرى ومظاهراتهم اليومية كالسوآر في المِعصم. يقرعون على رأسه طبولَ المطالبة بذويهم الرهائن. إن جازت تسميتهم بذلك. ولكن الطبول تلاحقه إلى مكآن مبيته لتضج مضجعه.

ورآك، ورآك، أيها الطاغية. يتباهى هذا المجرم بالرئيس بآيدن، مما يؤكد أن هذا العجوز شَرِيكٌ له. الذي لم يأْمَنَه الشعب الأمريكي على ولآية ثانية، مَسْرورٌ (يآهو، يآهي، يآآآ، هيش) بما أخبره الرئيس الهرِم بأنه (يهودي صهيوني أمريكي). من هؤلاء؟ أين نعيش نحن؟ أيَعْقِل حاكم أقوى دولة على هذه المعمورة يُحَارب الحق والحقيقة؟ هل غاب عن آذانهم وعميت بصائرُهم أن الدنيا دَوَارة؟ أم تنَآسَوا أن الله يمهل ولا يهمل؟ أم عند هؤلاء يوم الله بعين الله؟ مآ عآنهُم الله.

أما نحن العرب والمسلمون، ماذا فاعلون؟ أليس نحن أشبه بالأيتام على مائدة اللئام؟ هآهم يتآمرون ويخططون ويمكرون. ماذا بعد؟ نحن صانعون حقاً. اصحِي، فُوْقِي يا قرية. اصحِي (ول)هههه. ذلك هم خَرِسُوا عن قول الحق يَعلُو ولا يُعلى عليه. هؤلاء (الذين طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، فصب عليهم ربك صوت عذاب، إن ربك لبلمرصاد).

يا أمتنا، إن تنصروا الله، ينصركم. صَرْخة، رؤوسكم أيْنَعَت منذ أمدٍ بعيد، وحَآن قِطآفُها. آهٍ منكم، أيها الصهاينة، مغتصبون مستبدون، قتلة محتلون أرضاً طاهرة، أرضنا، قدسنا، فلسطيننا، أقصانا، حرُمَاتنا، خيراتنا. أما نحن، إن نصرْنا الله، نَصَرَنا وثبت أقدامنا. واللهُ المستعان.