بقلم: الدكتور ذوقان عبيدات
في مبادرة من إذاعة إربد أفردت جزءاً من برنامجها للحديث عن عودة المدارس، وما الذي علينا أن نفعله استعداداً للعودة؟ وكان جوابي أن فتح المدارس عيد بعد أيام صعبة و مقلقة، وهذا العيد بلا شك أنه وطني ، وأن علينا أن نستعد له ، ونحتفل فيه..
فهو عيد المجتمع الذي صمد في وجه كورونا، وتحمل آثارها صحة وحرماناً ومتاعب، ولذلك حق له أن يحتفل. واحتفاله يتمثل بمواصلة الحرص على اتباع قواعد السلامة وغير ذلك لن يكون هناك عيد ولا احتفال.
وهو عيد للمدرسة ثانياً ، وعيد المدرسة بالتأكيد في حفاظها على الصحة ، وفي العيد تلبس المدرسة أبهى حللها، نظافةً وأناقةً وجمالاً و بهاءً!
قالت لي الأستاذة ديانا كوكش مديرة مدرسة: ” ماذا يعني أن نحتفل؟ ” وكانت إجابتي ما يأتي:
- أن نستقبل الطالبات بالزهور، وأن تكون المعلمات والمعلمين في ملابس مهيئة أنيقة ونظيفة ، وهذا أقل ما يستحقه الطلبة.
- أن نخصص اليوم الأول للاحتفال وليس لتعويض ما فات، فحب المدرسة هو هدف هذه الأيام. فالطلبة مشتاقون وعلينا أن نحول الشوق إلى حب وعشق.
- أن لا نطمع في الإكثار من الواجبات البيتية وغير البيتية خاصة في اليومين الأوليّن !!
- أن نعكس ثقافة مدرسية جديدة بعيداً عن القسوة والعقوبة والتهديد.
- أن نوفر جواً آمناً لكل الطلبة، وأن نحرص على حماية الطلبة من تنمّر الزملاء والزميلات.
هذا بعض واجب المدرسة ، وبعض ما يجب أن تفعل وأذكّر بعدم الاستعجال في تلقين الطلبة لتعويض ما فات!
وتبقى المشكلة الرئيسة في البيت . فقد اضطرب البيت وتغيرت أدواره ، ولذلك فإن علينا أن نستعد للعودة بإعادة ترتيب البيت على ضوء الجديد:
فالأطفال يحتاجون إلى ملابس ومواصلات ومصروف يومي، و أكثر أهمية من ذلك يحتاجون على حد رأي كبير المرشدين زهير زكريا إلى أن ينتقلوا من التوحش والعزلة والوحدة والضيق إلى التعامل والاختلاط ، وهذا يعني إعادة بناء برامج يجب أن تبدأ من الآن:
كيف تختار صديقك؟
كيف تحترم القوانين؟
كيف تتعامل مع معلمين؟
إنهم أشبه بمن يلتحق بالمدرس في صف الروضة للمرة الأولى:
يحتاجون إلى ثقة الأهل وثقة المدرسة والاستعداد لحياة منظمة جديدة.
ومن المتوقع ، إذا فتحت بعض الصفوف، فإن بعض أطفال الأسرة سيذهب إلى المدرسة في حين يبقى الأخوة من لم يفتح صفه في المنزل. فمن سيقنع هؤلاء بالبقاء في المنزل ؟ بل وماذا استفادت الأم من ذهاب بعض أبنائها يومين إلى المدرسة وبقية الأيام في المنزل؟
إننا بحاجة إلى برامج منظمة للتكيف وإعادة التكيف ، بل والانطلاق نحو الجديد! بحاجة إلى حملة كيف نساعد الأطفال للعودة إلى المدرسة وليس إلى حملة أعيدوا الأطفال إلى مدارسهم!!
وشكراً لإذاعة إربد لإثارة هذا الموضوع..