فشل محاولة اغتيال الرئيس التونسي بطرد مشبوه يحمل مادة الريسين

28 يناير 2021
فشل محاولة اغتيال الرئيس التونسي بطرد مشبوه يحمل مادة الريسين

وطنا اليوم ـ عربي دولي

أعلنت تونس نجاة رئيسها قيس سعيد من محاولة تسميم بمادة “الريسين” القاتلة وذلك خلال طرد مشبوه وصل قصر قرطاج.

كما خضع عدد من أعوان الرئيس التونسي قيس سعيد، لفحوصات طبية دقيقة بعد تلقيهم الطرد المسموم الذي كان يستهدف الرئيس.

وقالت مصادر مطلعة إن “فريقا طبيًا من المستشفى العسكري التونسي يشرف على عملية التحاليل الطبية لكل من الحرس الشخصي لقيس سعيد، ومديرة ديوانه نادية عكاشة، بعد اعتلال الحالة الصحية لأحد أعوان الرئيس”

فما هي مادة الريسين القاتلة وما هي أعراضها؟

توجد مادة الريسين بشكل طبيعي في بذور الخروع، حيث ارتبطت بالعديد من حوادث الاغتيالات ومحاولات استهداف الزعماء، والإرهاب لقتل الآلاف.

وخلال العام الماضي أعلنت السلطات الأمريكية، إحباط إرسال مظروف إلى البيت الأبيض يحتوي على “غاز الريسين” السام لاستهداف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كأولى محاولات استخدام هذه المادة في الاغتيالات وحتى الإرهاب.

كما تستخدم مادة الريسين بخلاف حوادث الاغتيالات واستهداف الزعماء، كسلاح بيولوجي من قبل الإرهابيين لقتل الآلاف.

بذور نبات الخروع التي يستخرج منها الريسين

ويعد الريسين على عكس غالبية السموم ليس عنصرا أو مركبا كيميائيا بسيطا، بل هو “بروتين” نباتي مركب شديد التعقيد.

كما أن تصنيع هذا البروتين مخبريا أمر شبه مستحيل، ومصدره الأساسي هو بذور نبات الخروع التي يتم طحنها ومعاملتها كيميائيا على عدة مراحل لاستخراج هذا السم الفتاك.

وتكمن خطورة هذا السم في عدم وجود ترياق له حتى الآن فهو شديد السمية والجرعة القاتلة للبشر صغيرة جدا، ومفعول لا يمكن إيقافه أو علاجه.

ويمكن استخدامه في شكل مسحوق، أو حبيبات أو حمض أو استنشاقه.

والجرعة القاتلة للإنسان منه لا تتعدى 22 ميكرو جرام لكل كيلوجرام، مما يجعل الجرعة القاتلة للإنسان المتوسط أقل من 2 مللي جرام، أي أنه أكثر سمية بكثير من مواد مثل غاز السارين أو حتى السيانيد والزرنيخ.

والأكل طريقة فعالة لنشر السم كذلك، لكنها أقل سمية بكثير كون السبيل الهضمي يستطيع تفكيك جزء كبير من البروتين قبل امتصاصه مما يجعل الجرعة القاتلة ترتفع أكثر من 40 ضعفاً لتصبح حوالي 1 مللي جرام لكل كيلو جرام.

تتراوح أعراض التسمم بالريسين تبعا لطريقة التعرض له، ففي حال دخل عن طريق السبيل الهضمي يسبب الغثيان والقيء ونزيفا داخليا في المعدة والأمعاء، يليه فشل الكبد والطحال والكلى وفي النهاية الموت بانهيار الدورة الدموية.

وعادة ما يكون من الممكن إنقاذ من يتناولون السم فموياً، لكن الأمر غير مضمون خصوصاً في حال تأخر ظهور الأعراض لعدة أيام.

وبالنسبة للاستنشاق فالأعراض تكون على شكل ضيق في القصبة الهوائية وسعال مستمر وقوي متبوع بحمى قوية.

ويمكن لغاز الريسين أن يسبب الوفاة خلال 36 إلى 72 ساعة من التعرض لكمية صغيرة منه مثل رأس دبوس. ولا يوجد أي ترياق معروف لهذه المادة السامة.

وإذا تعرض الشخص للحقن بهذه المادة قد يسبب ذلك فشلا كاملا في حركة عضلات الجسم، والعقد اللمفاوية القريبة من مكان الحقن، وبعد ذلك يتوقف الكبد والكلى والطحال عن العمل.

ويمكن أن يسبب ذلك نزيفا شديدا من الأمعاء والمعدة والذي يؤدي إلى الوفاة بشكل سريع بسبب فشل عمل الكثير من أعضاء الجسم.

وتعرض الرئيس التونسي قيس سعيد، لمحاولة اغتيال بـ”طرد سام” بعد تصريحات ضد حركة النهضة الإخوانية.

وأكدت مصادر من رئاسة الجمهورية التونسية، لـ”العين الإخبارية”، الأربعاء، أن “طردا يحمل مواد سامة وصل إلى الرئاسة لتعلن صفحة رئيس الجمهورية قيس سعيد تعرض الرئيس لمحاولة تسميم أو اغتيال عن طريق مادة الريسين القاتلة”.

وأضافت المصادر أن “هذا الطرد جاء منذ يومين أي عقب خطاب الرئيس الذي وجّه فيه اتهامات إلى حركة النهضة بأنها تقف وراء الأزمة العامة التي تعيشها تونس منذ 10 سنوات”.

وتشهد الساحة التونسية حربا باردة تديرها التصريحات، بعد اتهام سعيد للحركة الإخوانية بوقوفها وراء إدارة ما سماه بـ”الغرف المغلقة” التي تتحكم في الساحة السياسية والعامة في تونس.

المصدر : العين + وكالات