قلم محمود يوسف التل:
تشطح الأفكار بعيداً أحياناً من منطلق “وتفكروا يا أولي الألباب”. وكثيراً ما نسمع كلمة “مجرمو حرب”.
يا ترى، أهي مهنة في الحياة؟ أهو تكالب وسباق على صناعات الأسلحة؟ هل هي تجارة مباركة على إطلاقها؟ بهذه الأدوات يتنمر القاتل على القتيل فينزف دمه (ومن قتل نفساً بغير نفس.. الآية).
وما أدراك بمن قتل أنفساً؟ هم من بني صهيون. أبحر في عمق المعنى الرباني، وكأن هؤلاء يتباهون بكثرة القتل لتحقيق مبتغى نرجسيتهم النتنة. وكأنهم يبغون الحياة في هذه الدنيا لوحدهم، لا يشاركهم بها إنس ولا جان. بمعنى، ليست فلسطين وما حولها مبتغاهم، بل العالم بأجمعه. (ابقوا حصة للبشر الآخرون… ههههه). يا للأنانية!
أنا لا أدري كيف هؤلاء ينامون ليلهم، لا أعلم كيف يستطعمون بمأكلهم ومشربهم (ريته سم الهاري). أيعتقدون أنهم خُلقوا عبثاً؟ وإلى خالقهم، خالق الخلائق لا يرجعون؟ أفلا يتفكرون وهم يعتقدون بأنفسهم أهل الدهاء؟ بل هم بلاء. أفلا يعقلون؟ أفلا يتدبرون؟ أفلا يدركون؟ أم على قلوبهم أكنة؟ أم متمسحون؟
أين علماء النفس عنهم، أمثال فرويد عالم النفس اليهودي؟ أين أنت عن أبناء جلدتك؟ أين المصحات النفسية والعقلية؟ أم أنتم قاصدون إطلاق مساطيلكم على خلق الله (سداح مداح)؟ حقاً، من لا يستحي يصنع ما يشاء. استغرب حقاً. أستغرب عما يدافعون؟ عن باطل بكل عين بجحة ووقحة، يعني عنزة ولو طارت.
الظلم ظلمات. هذه فلسطين لأهلها، المشردين، المقتولين بلا ذنب. هذه فلسطين، طابت مرابعها، مخضرة روابيها، عالٍ شأنها، نبراس (أقصاها). إلى متى هذا الحوار الوحشي الغوغائي يتطاول بلا رادع ولا وجهة حق؟ إلى متى شلال الدم سيتوقف؟ أما آن للإنسانية الحرة أن ينخسها ضميرها وتتحرك لضرب هؤلاء العدوانيين المارقين على شرائع الله؟ أما حان الوقت وننتهي من قاتل (صهيوني) ومقتول (صاحب حق)؟
قتال ومقاتلة. أيتها الدول المزعومة بالعظمى (ولا عظيم إلا الله)، أتسمعين نداء العقل؟ نداء الحق يعلو ولا يُعلى عليه. أن تتوقفوا عن صنع أدواتكم المدمرة للبشرية وتستبدلوها بما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
أما نحن يا معشر العرب والمسلمين، بتقوى ومخافة الله (ننتصر). أتعرفون التقوى والمخافة؟ لابد أننا نعرفها. يد الله مع الجماعة. (وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم). فلسطين لنا، ويحمي حماها الشباب والكُهول والنساء والأطفال والرضع. (إن مع العسر يسرا). والله المستعان.