وطنا اليوم_ بقلم محمد ملكاوي _شهد الأردن اليوم موجة من التحولات السياسية والاجتماعية التي تجعل من الضروري إيلاء اهتمام خاص بالشباب الأردني، الذين يمثلون جزءًا كبيرًا من المجتمع. يعاني الشباب من تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، وعلى الرغم من ذلك، يظلون مفعمين بالطموح والرغبة في تحقيق التغيير الإيجابي. في هذا السياق، تبدو قضية التمثيل السياسي للشباب واحدة من أهم القضايا التي تحتاج إلى معالجة جذرية وشاملة.
يواجه الشباب الأردني ضغوطًا اقتصادية هائلة تتجلى في ارتفاع معدلات البطالة، خاصة بين خريجي الجامعات، وارتفاع تكاليف المعيشة. هذه الضغوط تؤثر بشكل مباشر على قدراتهم على بناء حياة مستقرة، وتدفع الكثير منهم إلى البحث عن فرص عمل خارج البلاد. يضاف إلى ذلك مشكلة العنوسة التي تتفاقم نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التي تحول دون الزواج وتكوين الأسر.
تعاني الشابات الأردنيات بشكل خاص من تحديات في سوق العمل، حيث تواجه العديد منهن التمييز وعدم تكافؤ الفرص. هذه الظروف تخلق حالة من الإحباط لدى الشباب وتحد من إمكانياتهم في تحقيق طموحاتهم.
يتطلع الشباب الأردني إلى المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية، حيث يرون في هذا المجال فرصة لتحقيق التغيير والإصلاح الذي ينشدونه. يريدون أن يكونوا جزءًا من صنع القرارات التي تؤثر على حياتهم ومستقبلهم. ومع ذلك، يواجهون تحديات كبيرة في هذا الصدد، من أبرزها تكرار الوجوه على كراسي البرلمان واستمرار النهج التقليدي في السياسة الذي يقف عائقًا أمام التجديد والتغيير.
أكد جلالة الملك عبد الله الثاني مرارًا وتكرارًا على أهمية دور الشباب في بناء مستقبل الأردن. في خطاباته، يدعو جلالته إلى تمكين الشباب وإشراكهم في صنع القرار، مشددًا على أنهم صناع المستقبل الحقيقيون. هذه الدعوة الملكية تعكس رغبة واضحة في رؤية جيل جديد من القادة الشباب الذين يتمتعون بالطاقة والإبداع والقدرة على مواجهة التحديات بفعالية.
يمتلك الشباب الأردني العديد من الأفكار والتطلعات التي يمكن أن تسهم في تحسين الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد. يطمحون إلى نظام تعليمي أفضل يركز على المهارات العملية ويعزز فرص التوظيف. كما يسعون إلى تشجيع ريادة الأعمال وابتكار حلول للتحديات الاقتصادية، مما يمكنهم من خلق فرص عمل جديدة.
في الجانب السياسي، يطالب الشباب بتحقيق مزيد من الشفافية في النظام الانتخابي ومحاربة الفساد، بالإضافة إلى تعزيز حقوق المرأة ودعمها للوصول إلى المناصب القيادية. يعتقدون أن وجود تمثيل شبابي قوي في البرلمان سيؤدي إلى سياسات أكثر تقدمية واستجابة لتطلعات الشباب.
إن تمكين الشباب الأردني وإشراكهم في الحياة السياسية والاقتصادية ليس فقط ضرورة بل هو استثمار في مستقبل الأردن. يجب على الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني تبني سياسات وبرامج تدعم تطلعات الشباب وتسهم في حل مشكلاتهم. من خلال دعم الشباب وإتاحة الفرص لهم، يمكن للأردن أن يحقق نهضة شاملة تعود بالنفع على الجميع، وتضمن مستقبلًا أكثر إشراقًا واستقرارًا للبلاد.