مملكة النمل والافعى

26 يناير 2021
مملكة النمل والافعى

مملكة النمل والافعى !
بسام الياسين
((( قال المفكر الجزائري انورمالك :ـ ان مشكلة العرب ستبقى للابد،ما دام للحاكم المستبد ،صحفي يبيض سواده،وسياسي يخدع بلاده،ومفتي يضلل عباده،وشعب يخضع لجلاده ))) .
*** النمل مخلوق صغير الحجم ضيف القوة،قياساً بالمخلوقات الاخرى،لكن الله،تجلت عظمته،يضع سره في اضعف خلقه،ناهيك ان القوة،ليست مرهونة بالحجم بل بالإرادة. قال الله تعالى في معجز كتابه :ـ ” وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم “. ذات متابعة تلفزيونية لفيلم علمي وثائقي، ذُهلت كما الملايين غيري،عندما شاهدت حشوداً من النمل، تنقض على افعى عملاقة، وتقتلها بسرعة خاطفة،لمجرد محاولتها دخول مملكتها.
لمع في ذاكرتي كيف بنى الشعب المصري الاهرامات بالسخرة وتحت السياط،، لينعم الفرعون بالخلود،وكيف تساقطوا حول قبره دون ان يحظى احد منهم، بشاهدة قبر تدل على هويته.بقوا في العراء تنهشهم الطيور الجارحة،وتحط فوقهم اسراب الذباب تقتات على جثتهم،ولم يفعلوا كما فعلت النمل، بل جرى تكريم الفرعون بتحنيط جسده،ليبقى محتفظاً بشكله،ويحظى بزيارة متاحف العالم ،ليشهده الناس بعد موته العريقة،بالآف السنيين.
العبرة من القصة،ان الاستكانة في مواجهة الطاغية وخنوع الملايين كنعاج القطعان من دون ان ينبس احدهم بكلمة : “لا للظلم ” …” لا للعبودية ” ” لا للاستبداد “. ما دفع فرعون للاستخفاف بقومه، لما راءهم كغثاء السيل،و لم يجد فيهم زلمه ،يقول له يا فرعون مين فرعنك ؟. عندها : ـ ( قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى…. ).
ذات تذكر، رنت في اذني جملة جمال الدين الافغاني،التي اطلقها عندما زار شبه القارة الهندية المستعمرة الانجليزية آنذاك وعددهم لا يقاس بالنسبة للهند شبة القارة… حين راى بام عينيه حشود الهنود تفيض كالانهار كل صباح الى الشوارع.قارن بين شبه القارة التي يتدافع فيها الناس كالنمل، وشبه الجزيرة البريطانية التي تكاد شوارعها، تخلو من السكان . فقال قولته الشهيرة : ” لو بصق الهنود على بريطانيا لاغرقوها”.
تُرى ماذا كان سيقول لو زار اليوم، البلاد العربية الخانعة، امام قلة من اليهود، عددهم اقل من سكان القاهرة وحدها، وبالكاد يصلون لعدد سكان الاسكندرية ؟!. لا شك انه سيصرخ كمصاب بالهيستريا ويهيم على وجهه في شوراع العواصم العربية حين يعرف ان العربان يزيد عددهم على الاربعمائة مليون بني آدم صارخاً : ـ ” لو “بال” العرب على اسرائيل،لاغرقوها دون قتال.!.هنا يأتي السؤال :ـ هل يعاني ـ عربان اخر زمان ـ من حصر بول مزمن ام انهم يبولون للخلف كالجمال ؟ّ!.