الناخب ما بين تجاذبات الإختيار ومدى ثقته ..بدور المجلس …

21 مايو 2024
الناخب ما بين تجاذبات الإختيار ومدى ثقته ..بدور المجلس …

وطنا نيوز

المشهد الإنتخابي يحتل المكانه الأولى في اهتمامات الناس وتفكيرهم وأحاديثهم وتوجهاتهم.. وفي هذا الإطار تشهد الصالونات السياسيه والإجتماعيه وجلسات العشائر والعائلات والأصدقاء …أحاديث كلها تصب في انتخابات الأردن لمجلس نوابه العشرين لعام ٢٠٢٤ .

والحديث يدور في سياق يضم الناخب والمرشح ونتيجه هذه العلاقه السياسيه الإجتماعيه …والنتائج المتوقعه من هذه العلاقه الجدليه واين تصب مخرجاتها على مجلس النواب القادم وهل ستكون هناك فرصه لإعاده الثقه ..والتغييير ،ولمزيد من التفصيلات لا بد أن نسلم جميعاً بأن المواطن الأردني بكل أطيافه يعيش حاله من الإحباط المشوبه بتحديات الحياه (الفرديه والعائليه ) وأثقالها وتحديات سياسيه اقتصاديه وجوديه ثقيله في ظروف حرب غزه والشعور بعدم الأمان في بيئه ملتهبه تبعث على مزيد من الألم وعدم الرغبه في الإنخراط في الحياه على وجه العموم ….

وأمام هذه التحديات السياسيه والإجتماعيه لا بد لنا من الإعتراف انها شكلت حاله وجدانيه سلبيه لدى الناخب الأردني وأفرزت نماذج من الناخبين على النحو التالي : …………..

١-نموذج أخذ قراراً سلبياً ولا يرغب في المشاركه. في الإقتراع ..لأنه فقد الثقه في كل مايحيط به من أشخاص وقيم ومضامين …الخ فنأى بنفسه عن ذلك ..وهذا خطأ كبير يرتكبه هذا النموذج لأن سلبيته هذه ستقود الآخرين الى إختيارات وتوافقات على الإقتراع لمن لا يصلح لإعاده الثقه بسلطتنا التشريعيه (مجلس الأمه ) واقتناص فراغاً سياسياً وفرصه للإصلاح والتغيير .

٢- النموذج المعتدل والذي يملك جاهزيه عاليه في مستوى الوعي والإدراك ويصمم على الإقتراع ومنح صوته لمن يستحق ويستطيع خلق فرصه أردنيه تعيد الألق للسلطه التشريعيه وتعيد الثقه في النائب ودوره السياسي والإجتماعي (التشريع والرقابه ).

٣-النموذج المستفيد والذي يبحث عن حلول لمشاكله العائليه والإقتصاديه ويجد إن الإنتخابات فرصته في حلها وعمل مقايضات مع المرشحين ليعلم من يحل له مشاكله تلك وبالتالي يمنحه صوته .

٤-النموذج الأناني المستغل وهو الذي يفاوض على صوته مقابل المال الأسود من المرشحين ..!؟وهنا الطامه الكبرى لأن بيع الصوت في سوقِ نخسِ للإنتخابات ما هو الإ مزيداً من الفساد الأخلاقي والسياسي والإجتماعي والإقتصادي ..ولا ينتج لنا مجلساً نيابياً قادراً على ممارسه أدواره الحقيقيه (التشريع والرقابه ) وبهذا يفقد الأردن فرصته في التغيير والإصلاح .

٥-النموذج المتأرجح ما بين اسم العشيره وابن العم والحزب المنتمي له والمجاملات الإجتماعيه وتبادل المصالح وما إلى ذلك وهذا النموذج مزدوج المنتج الإنتخابي ،ولا يملك صيغه واضحه تساعده في انتخاب من يملك الأهليه والقدره على القيام بدوره الوطني في مجلس النواب الأردني .

٦- النموذج الباحث عن الحقيقه وهو الذي تسيطر عليه الحيره في قرار الإقتراع ويشعر بالغموض إزاء كل المعطيات المتاحه امامه فهو لديه فكره وانتماء للعائله والعشيرة …ويتمنى المساهمه في انجاح التجربه الحزبيه الجديده في المجتمع الأردني ..ولا يملك في الوقت نفسه خياراً عقلياً يؤهله لحزم أمره والإقتراع والتصويت والمشاركه الجاده في انتخابات الأردن .

والقارئ لهذه النماذج ومعطياتها يجد أن هناك انقسامات وتنافسات وصراعات تلقي بظلالها على المشهد الإنتخابي ما لم يكن للناخبين موقفاً واضحاً وجريئاً.

وأنا من هذا المنبر أدعو الجميع للتصويت أولاً وثانياً أوصيهم بتقوى الله مسلمين ومسيحيين وذكور وإناث وفرادى وعشائريين ومنظمين لأحزاب او لا اوصيهم جميعاً بتقوى الله في وطننا الحبيب الأردن بحيث نستغل جميعاً فرصتنا التي منحتها لنا قيادتنا الحكيمه لإعاده خلق مجلساً نيابياً قادراً على مواجهه التحديات الكبيره والعمل أيضاً على غرس نبته جديده في علاقه الثقه بين المواطن الأردني ومجلس نوابه القادم.

وكل مصالحنا الضيقه لا توازي تراب الأردن والإنتماء له بكل فخر وإعتزاز ووطنيه وثقه ……

وطني الأردني سيظل الحر القوي الذي لا تزعزعه الرياح … في ظل مسيره وطنيه راقيه بقياده وطنيه راقيه …..

د فاطمه أحمد عطيات