بين أسياد العالم وقبضة التكنولوجيا

26 يناير 2021
بين أسياد العالم وقبضة التكنولوجيا

بقلم الدكتورة اسيل الشوارب

جيف بيزوس صاحب مخزن أمازون بدأ من عامل في مطعم ماكدونالدز إلى أثرى رجل في العالم، لم تعد الأرض  تتسع لطموحاته. و يخطط للتوسع صوب الفضاء. «أمازون» الدكان الاخطبوطي العملاق يواجه اتهامات التهرب الضريبي، وتلويث البيئة وتتسبب في قتل آلاف فرص العمل. لكن كل هذا يهون أمام  ما يملكه من بيانات ضخمة، تثير الرعب،فهو يملك  كل ما هو موجود عند «مايكروسوفت» و«غوغل» و«علي بابا» و«آي بي إم»، مجتمعة. وله حصة الأسد، والسطوة الكبرى؛ لأنه يقدم خدماته لمنافسيه مثل أبل ونتيفلكس. وهذا معناه أن لديه بيانات لأي مشروع  تجعله صاحب القبضة.
فمن يملك تلك المفاتيح يعني انه يملك العالم.

ينافسه اليوم ايلون ماسك مؤسس شركة المدفوعات عبر الإنترنت باي بال (PayPal)، ويقود الآن بعض أكثر شركات المستقبل في العالم؛ سيارات تسلا، صواريخ سبيس إكس (SpaceX)   التي تعتزم اطلاق عشرات الألاف من القمار الصناعية إلى مدار الأرض كجزء من خطة إيلون لتغطية الكوكب بشبكة انترنت عالية السرعة بالرغم من تحذيرات ومخاوف العلماء  منها.

وأخيرا نيورولينك (Neuralink) الشركة الناشئة التي تعمل على توصيل الدماغ البشري بأجهزة الحاسوب.

أما زوكربيرغ الذي يعرف دبة النملة فكل يوم يسألنا ماذا نشعر؟ وماذا نحب ؟ ومع من نتواصل؟  هو قادر على رصد أعمالنا، نشاطاتنا، علاقاتنا ومشاعرنا أفرادا وجماعات ، ربات بيوت وأطفال وسياسيين، وأكاديمين، وهيئات في مجتمع مدني. وأكملها بإعلان «واتساب»، بأنه سيشارك بياناتنا مع بقية التطبيقات «فيسبوك» و«إنستغرام» وغيرهما بعد أن نكث بوعده لنا بالسرية.

اذن كل بياناتنا موجودة في سحابتهم ونحن من بصم على شروطهم ولجأنا لخدماتهم.
و حرب البيانات في بدايتها، فهل بدأ العالم يخوض المعركة الأخطر التي تخص كل فرد منا؟

الطريف انها تأمرت على ترامب وطردته من منصاتها بسهولة ودون أدنى تردد أو خوف من مساءلة.

نسمع بعض الأصوات تتعالى ضد كل ما يحدث في فرنسا وبروكسل، أما الصين فبدأت ببناء شبكاتها وتطبيقاتها بعيدا عنهم .

نحن اليوم نعيد قصة الدون كيشوت وطواحين الهواء نحارب التمويل  الأجنبي من جهة  وننشر معلوماتنا بسهولة من جهة أخرى؛ حتى أصغر تفاصيلنا صارت مكشوفة أمام فرحتنا بوسائل التواصل المجانية لنكتشف أننا السلعة الفعلية لهذه الشركات.

فهل نحن ذلك الجزء المستضعف من العالم الذي سينتقل من قبضة إلى أخرى ؟ أم سنتحرر ونستيقظ من حالة التنويم .