بقلم: الدكتور عصام الغزاوي
اخطأ كل من اختزل موضوع هيئة الطاقة النووية والمفاعل النووي الاردني برواتب هيئة المفوضين والعاملين فيها، المشكله ليست بالراتب بل بما يصنعه الشخص من انجازات في الهيئة التي يديرها، ابحثوا وناقشوا انجازات هيئة الطاقة النووية ودعوكم من راتبه، فالتركيز على موضوع الرواتب يحرف الانظار عن فشل مشاريع الهيئة وتكاليفها والجدوى منها ومبرر وجودها بالأساس في بلد نامي وصل الدين العام فيه 107% من اجمالي الناتج القومي، الاكثر اهمية هو ضبابية هذا المشروع الذي لا زال يدور في دائرة مجهولة، وماذا حقق منذ تأسيسه، وماذا استفاد منه البلد بإستثناء هدر 112 مليون دينار لانتاج يود مشع للمستشفيات كان بالامكان استيراده بأقل الاسعار، ولطالما لدينا فائض انتاج من الكهرباء مدفوع ثمنه حتى بدون استهلاك فلماذا نبني مفاعلات حتى لو كانت صغيرة في الوقت الذي تحولت فيه معظم الدول المتقدمة الى الطاقة البديلة، ومن اين لنا بالمياه لتبريد المفاعل ونحن دولة فقيرة بالمياه نعاني لتأمينها للشرب، وسؤالي بالنسبة للمفاعل البحثي المستخدم لتدريب طلبة الهندسة النووية وإنتاج العقول واليود المشع والذي يشكل نصف بالمئة من حجم المفاعل التجاري بحجم (١٠٠٠ ميغا واط)، ما هو مصير الطلبة الذين احتفلنا بإيفادهم للدراسة في روسيا بكلفة تزيد على مليوني دينار، وهل بقي لهم فرص عمل داخل البلد؟ المشروع ولد ميتا لان حكومات فشلت في معالجة بركة البيبسي على مدى خمسة عقود، واستغرقت في تنفيذ الباص السريع عشرة اعوام لن تستطيع بناء وادارة مفاعل نووي، وكلنا نعلم ان اسرائيل لن تسمح للاردن بان يمتلك مفاعل نووي تحت اي ظرف، وغبي من يعتقد غير ذلك، الاردنيون يشعرون ان الموضوع برمته مجرد هدر للاموال لاجل منافع شخصية، لذلك لا بد من قرار سريع وجريء بإيقاف المشروع النووي الأردني وتحويل مخصصاته لمشاريع اكثر واقعية واقترح لمشروع انقاذ البحر الميت او لاستعادة ملكية شركة الفوسفات.