وطنا اليوم:بدأ جيش الاحتلال الاسرائيلي بالطلب من المواطنين القاطنين شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة بالنزوح إلى منطقة المواصي استعدادا لبدء عملية عسكرية هناك.
ووثقت مقاطع فيديو وصور، صباح الإثنين، مسارعة العديد من المدنيين إلى مغادرة الأجزاء الشرقية من مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، بعد أن أعلن الاحتلال بدء عمليات إجلاء.
وكان الجيش الإسرائيلي قد دعا، الإثنين، الفلسطينيين في المناطق الشرقية من رفح، إلى الانتقال إلى “منطقة إنسانية موسعة” قريبة، وذلك فيما يبدو أنه بداية لإجلاء المدنيين قبل هجوم بري أكدت إسرائيل مرارا أنها ستشنه على المدينة الواقعة على حدود مصر.
ووفقا للفيديوهات، فإن الكثير من سكان الأحياء الشرقية قد باشروا بمغادرة منازلهم، وسط أجواء ماطرة، آخذين معهم ما استطاعوا حمله من بعض الأثاث والملابس.
وظهر أشخاص، وهم يستخدمون عربات تجرها دواب، لمغادرة الأحياء التي طلب الجيش الإسرائيلي إخلاءها، فيما سار آخرون على أقدامهم أو استقلوا سيارات.
وظهرت عائلة مكونة من 7 أفراد، بينهم 3 أطفال أحدهم رضيع، في مقطع فيديو، على متن عربة متهالكة يجرها حمار، تحت الأمطار.
وفي مقطع آخر، ظهر أفراد عائلة (رجل وطفلان) وهم يجلسون في مؤخرة سيارة (حيث يتم وضع أكياس أو أغراض عادة)، فيما وثق مقطع فيديو سيارة أخرى وقد حاول مالكوها تكديس ممتلكاتهم فيها، ومن بينها كرسي متحرك.
وقال الجيش في بيان، إنه سيجري استخدام منشورات ورسائل نصية واتصالات هاتفية وإعلانات عبر وسائل الإعلام “للحث.. على الانتقال التدريجي للمدنيين من المناطق المحددة”.
ووفقا للصور ومقاطع الفيديو المتداولة، فإن الجيش الإسرائيلي كان قد ألقى منشورات تطالب الأهالي بمغادرة بيوتهم إلى المنطقة الآمنة.
وعلى الرغم من إجلاء المدنيين إلى “مناطق إنسانية” قال إنها “أكثر أمنا”، حذر الجيش الإسرائيلي من أن “حماس تطلق النار عادة من تلك المناطق”.
وأضاف أنه لم يحدد إطارا زمنيا لإخلاء رفح، لكنه سيجري تقييمات عملياتية، حسب وكالة رويترز.
وذكر الجيش في تقديرات أنه سيحتاج إلى نقل 100 ألف من رفح في عملية إخلاء “محدودة النطاق”.
ويقوم الجيش بتوسيع ما يسميه بـ”المناطق الإنسانية” في منطقة المواصي، التي تشمل مستشفيات ميدانية وخياماً وكميات كبيرة من الأغذية والمياه والأدوية وغيرها من الإمدادات، وفق مراسل الحرة.
كما يسمح الجيش بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية والدول الأخرى، بتوسيع رقعة المساعدات الإنسانية التي يتم إدخالها إلى القطاع.
وحذرت الولايات المتحدة والكثير من دول العالم، إسرائيل من شن عملية عسكرية برية في رفح، وسط مخاوف من تأثيرات قد تكون كارثية على المدنيين الذين نزحوا إلى المدينة.
ويوجد في رفح أكثر من مليون فلسطيني، فروا من مناطق أخرى في القطاع، ويعيشون في خيام مكتظة قرب الحدود المصرية.
وحذرت مصر إسرائيل مرارا من شن مثل هذه العملية، خاصة أنها تقع على مقربة كبيرة من حدودها، مشددة على رفضها “تهجير” الفلسطينيين.