وطنا اليوم:منذ أن انطلقت اعتصامات واحتجاجات لطلاب الجامعات الأميركية -وأبرزها جامعة كولومبيا– احتجاجا وتنديدا بحرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على أهالي غزة منذ أكثر من 6 أشهر، سعى مدونون عرب ومناصرون للقضية الفلسطينية في إيصال ما يجري في ساحات الجامعات من قمع للطلاب من قبل الشرطة الأميركية.
واقتحمت شرطة مدينة نيويورك اليوم الأربعاء حرم جامعة كولومبيا واعتقلت عشرات الطلاب المتضامنين مع فلسطين، مما أثار حالة من الغضب بين جمهور منصات التواصل حول العالم، كما أثار الجدل بين الأميركيين بين من أيده وبين من اعتبره خطأ وانتهاكا لحرية الرأي والتعبير، ومن بين من علق على الحدث بعض أهالي الحي المحيط بالجامعة.
وهنا نستعرض بعض التدوينات من المغردين الأميركيين، فمثلا المدونة “إيما ماتيو” التي تسكن بالقرب من جامعة كولومبيا علقت على اقتحام الشرطة حرم الجامعة بسلسلة تدوينات قالت فيها إنها خرجت للمشي، ورأت أكثر من 10 كتل سكنية تم محاصرتها من قبل مجموعات كبيرة من شرطة نيويورك الذين يرتدون زي مكافحة الشغب.
وتكمل إيما في سرد مشاهداتها “تم إغلاق الحي بأكمله، ونشر الحواجز ونقاط التفتيش في كل مكان، كما منعت الشرطة الناس من العودة إلى منازلهم. مع وجود عدد كبير من ضباط شرطة نيويورك. ولمسعفين بألبسة واقية من الرصاص”، وأشارت إلى أن رجال الشرطة أمروا المارة بعدم التجمع، لأنهم قد يتعرضون للاعتقال.
وتقول في تدوينة أخرى “كان الخطر الرئيسي على مجتمعنا الليلة هو الوجود الضخم للشرطة المسلحة في الحرم الجامعي، بسبب الإدارة وليس المتظاهرين، لقد كانت الاستجابة غير متناسبة تماما، وأثارت الاضطراب والخوف والإحباط في المجتمع بأكمله، وليس فقط في كولومبيا”، ووثقت إيما بالصور ومقاطع الفيديو انتشار الشرطة وإغلاقها للطرق في محيط جامعة كولومبيا”.
وقال المغرد جميس إن “أي شخص يعتقد أن هذا التحرك العسكري على المتظاهرين سينهي غضبهم بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق أهالي غزة هو مجنون، هذا التصرف عار على جامعة كولومبيا والجهات الداعمة لها ورئيستها المثيرة للشفقة وكذلك شرطة نيويورك”. واختتم جميس تغريدته بالقول “سيكون لهذا عواقب في نوفمبر” في إشارة إلى موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وعبر النائب في الكونغرس جمال بومان عن غضبه، وقال في سلسلة تدوينات “أنا غاضب من مستوى وجود الشرطة في حرم جامعة كولومبيا الذين استدعوا من أجل الطلاب المتظاهرين السلميين”.
ودعا بومان إدارة جامعة كولومبيا إلى وقف هذا التصعيد الذي وصفه بالخطير قبل أن يؤدي إلى مزيد من الضرر، والسماح لأعضاء هيئة التدريس بالعودة إلى الحرم الجامعي، حتى تتمكن جميع الأطراف من التوصل بشكل جماعي إلى حل يركز على الإنسانية لا على الكراهية، واعتبر أن عسكرة الحرم الجامعي، والوجود المكثف للشرطة، واعتقال مئات الطلاب، “يتعارض بشكل مباشر مع دور التعليم باعتباره حجر الزاوية في ديمقراطيتنا”
وقالت الصحفية كارين عطية “التجمعات خارج جامعة كولومبيا، والتي كنت فيها طوال فترة ما بعد الظهر سلمية، وليس هناك سبب لإرسال هذه القوة الكبيرة، ما يحدث في جامعة كولومبيا سيكون بمثابة لحظة محورية في تاريخ الاحتجاجات الطلابية الأميركية”.
وردا على هذه التغريدة قال المغرد جوزيف ستينبرغ إن “الأمر لم يكن سلميا، والأشخاص الذين فعلوا ذلك كانوا يحتجزون المبنى بشكل غير قانوني، دون أن يعرف أحد نوع الأسلحة التي قد تكون بحوزتهم، ومن المحتمل أن يكون جزء كبير من هؤلاء ليسوا من طلاب جامعة كولومبيا”.
ورأت مدونة أخرى أن رد فعل شرطة نيويورك القوي كان ضروريا، لأن من وصفتهم بمشاغبين من خارج الجامعة قاموا بتنظيم حصار مبنى هاملتون في جامعة كولومبيا، واعتبرت أن أي شخص كان بإمكانه دخول الجامعة، وهذا الأمر يشمل من وصفتهم بـ”الإرهابيين الذين يدعمهم المحتجون بشكل علني”.
وردا على هذه التغريدة قال كارل جاكوبي وهو أستاذ تاريخ في جامعة كولومبيا إنه “وفقا للوائح جامعة كولومبيا، لا يُفترض السماح للشرطة بدخول الحرم الجامعي دون موافقة أعضاء الجامعة، وإن رئيسة الجامعة نعمت شفيق لم تحصل على موافقتنا على هذه الاقتحام، حتى إنها لم تطلب موافقتنا عليه”.