الكشف عن أكبر فضيحة فساد في موسكو منذ سنوات

25 أبريل 2024
الكشف عن أكبر فضيحة فساد في موسكو منذ سنوات

وطنا اليوم:بينما كان الجيش الروسي يقاتل على الجبهات الأوكرانية، ويواجه ظروفا صعبة ونقصا في الإمدادات، عاش نائب وزير الدفاع تيمور إيفانوف حياة الأمراء في قصر تاريخي ورد ذكره في رواية “الأسطة ومارغاريتا” للكاتب الروسي الكبير ميخائيل بولغاكوف.
إلا أن بحبوحة العيش الرغيد، التي إعتادها الجنرال الروسي المتزوج من سيدة أعمال تحمل الجنسية الاسرائيلية، لم يكتب لها أن تستمر إلى ما لا نهاية. المفارقة الكبرى أن لجنة التحقيق الروسية لم تنتبه إلى نمط الحياة غير المألوف لنائب وزير الدفاع إلا بعد بث الفيلم الوثائقي “الخونة” من اخراج الصحفية الاستقصائية ماريا بيفتشيخ، نصيرة المعارض الروسي أليكسي نافالني، الذي قضى في احد السجون الروسية في 16 فبراير / شباط 2024.
في 23 أبريل / نيسان 2024 ، احتجزت لجنة التحقيق الروسية تيمور ايفانوف بتهمة تلقي رشوة كبيرة وأودعته قيد الاعتقال. وفي اليوم التالي، تم طرد الجنرال المرتشي من منصبه بأمر من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
وفقا للتحقيق الذي اجرته في عام 2019 الصحيفة الإلكترونية “بروجكت”، أخفت عائلة إيفانوف حيازتها عقارات فاخرة بقيمة ما يقرب من 1 مليار روبل (نحو 16.5 مليون دولار). ورد في التحقيق ايضا ان عائلة إيفانوف تمتلك قصرا بمساحة 1.6 ألف م2 وقطعة أرض مساحتها 10 آلاف م2 في قرية أوسبنسكويه في ضواحي موسكو ، بالإضافة إلى فيلا تاريخيّة مستقلة في حي أوستوجينكا في قلب العاصمة الروسية بمساحة 300 م2. في وقت سابق ، اعترفت سفيتلانا، زوجة إيفانوف ، في مقابلة مع مجلة Vouge ، بأنها “أقنعت إيفانوف بشراء فيلا مستقلة”.
في عام 2019 ، تم إدراج إيفانوف في قائمة “أغنى العسكريين في روسيا — 2019” في الطبعة الروسية من مجلة Forbs.
في نهاية عام 2022 ، نشر صندوق مكافحة الفساد، الذي أسسه نافالني، تحقيقا في الحياة الفاخرة لتيمور إيفانوف وزوجته: وقع الأرشيف البريدي لزوجة إيفانوف مع فواتير العقارات وتأجير اليخوت وشراء الملابس والإكسسوارات باهظة الثمن في أيدي موظفي الصندوق. وفقا للتحقيق ، أنفق إيفانوف وزوجته سفيتلانا أكثر من مليون يورو في إجازة واحدة، بينما تم دفع حسابات سفيتلانا الشخصية من قبل شركة تعمل في اعادة إعمار مدينة ماريوبول الاوكرانية، التي سيطرت عليها القوات الروسية في الأشهر الاولى من الحرب بعد معارك ضارية. وجاء في التحقيق ايضا، انه في الأعوام 2010-2018 ، استأجر الزوجان سنويا فيلات في Coute d’Azur، وأنفقا ما لا يقل عن 850 ألف يورو فقط على استئجار المساكن في Saint Tropez. زوجة إيفانوف، التي تحمل لقب زوجها الإسرائيلي السابق مانيوفيتش، طلقت زوجها الحالي رسميا بعد أن ادرج على قائمة العقوبات الغربية حتى لا تقع تحت عقوبات ثانوية بسبب زوجها ، لكنها في الوقت نفسه استمرت في إنفاق الأموال في الاتحاد الأوروبي التي كسبها زوجها خلال الحرب في أوكرانيا.
في مايو / أيار 2023 ، كشف مركز “ملفات” للصحافة الاستقصائية أن أراضي أوكرانيا التي سيطرت عليها روسيا أصبحت منجم ذهب حقيقي لإيفانوف، الذي يدير مجمع البناء والإعمار التابع لوزارة الدفاع. لذلك، وفقا لمصادر المركز ، فإن جميع مقاولي وزارة الدفاع يدفعون “عمولات”. وبسبب زيادة كلفة البناء في الأراضي الجديدة نظرا لحالة الحرب فيها، فان الاموال المخصصة لمشاريع اعادة الإعمار تزيد 3-4 مرات على المعتاد. هذه الأرباح التي جناها إيفانوف وآخرون تجعل إنهاء الحرب أمراً غير محبذ لهم بالتأكيد. وكما يقول المثل الروسي: “حرب للبعض وأم عزيزة للبعض الاخر”، في إشارة إلى سماسرة الحرب.