وطنا اليوم:يستمر الجدل في تركيا على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن زلازل محتملة ستشهدها البلاد، إذ اتهم الخبير الجيولوجي الشهير، ناجي غورور، بما أطلقت عليه وسائل إعلامٍ تركية “ترويع” الرأي العام بعدما توقّع مجدداً أن تشهد تركيا مزيداً من الزلازل رغم أن زلزالا بقوة 5.6 درجة هزّ بالفعل إقليم توكات بشمال تركيا أمس الخميس من دون أن يتسبب في خسائر بشرية.
وتعليقاً على ذلك قال الخبير الجيولوجي التركي أردال شاهان إن “الزلزال الذي وقع أمس وبلغت قوته 5.6 عند الساعة 18.11 بالتوقيت المحلي بالقرب من حدود مقاطعة توكات – يوزغات، جاء بعد نحو 16 أو 17 ساعة من حدوث زلزالين اثنين كان الأول بقوة 4.1 والثاني 4.7 وقد تسبب الصدع الذي يقع في الاتجاه الغربي لـ Buğdayl بهذه الزلازل”.
وأضاف أن “هذه المنطقة من الصدع حيّة ويبلغ طولها 24 كيلومتراً وقوة إنتاج تبلغ 6.5 MTA”، مشيراً إلى أن “ظروف البناء الحالية ساهمت في عدم حصول أضرارٍ مادّية في المنطقة التي شهدت 3 زلازل في تركيا خلال أقل من 24 ساعة”.
وتابع أن “الأضرار الجسيمة الناجمة عن مثل هذه الزلازل متوسطة القوة قد تحدث عندما تكون ظروف البناء غير مواتية أو ملائمة لمواجهة الكوارث الطبيعية”.
توقعات تثير الذعر
ورغم تنبؤ العديد من خبراء الجيولوجيا في تركيا بمزيدٍ من الزلازل التي أكّدت صحة توقعاتهم، لكن بعض وسائل الإعلام اتهمت الجيولوجي الشهير ناجي غورور بـ “ترويع” الرأي العام، معتبرة أن توقعاته تخيف الناس وتثير الذعر لديهم.
ومع أن أشهر خبراء الجيولوجيا في تركيا يجمعون معاً على حدوث الزلزال، لكنهم يختلفون حول توقيت حدوثه، فالقسم الأول منهم وبينهم غورور يرى أنه لا يمكن تحديد توقيت الزلزال ويكتفون بالموقع التقريبي للزلزال المتقرب.
أما القسم الثاني، فيستند على خطوط زمنية لفترات حصلت فيها زلازل بالفعل، وبناءً عليها يحددون أن البلاد عرضة لمزيد من الزلازل في فتراتٍ محددة بالعام والفصل من دون تقديم تاريخٍ محدد على وجه الخصوص.
وكانت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) قد أعلنت أمس أن زلزالا بقوة 5.6 درجة هز إقليم توكات بشمال تركيا.
وذكر وزير الداخلية علي يرلي قايا على منصة إكس أن فرقا من “أفاد” ووكالات أخرى معنية تتحرى الوضع في موقع الزلزال.
وفي 6 فبراير 2023، شهدت تركيا زلزالين بقوة 7 درجات ونصف وبفارق 8 ساعات بين الأول (فجرا) والثاني (ظهرا)، حيث كانا كفيلين بتسوية 11 مدينة بالأرض، وتحويل جميع معالمها إلى أطلال.
وتسبب الزلزالان وما تبعهما من هزات ارتدادية كانت في معظمها بدرجات قوية، بمقتل 53 ألفا و537 شخصا، حسب الإحصائيات الرسمية، بينما أصيب أكثر من 100 ألف تحت آلاف المباني المنهارة.
ولم تقف حدود الكارثة عند الأرواح فحسب، بل كان لها وجه مأساوي آخر داخل الخيام والبيوت مسبقة الصنع.