محمد ملكاوي يكتب: محاولات فاشلة للتحريض وزرع الفتنة داخل الشارع الأردني ولا رهان على وعي الأردنيين

3 أبريل 2024
محمد ملكاوي يكتب: محاولات فاشلة للتحريض وزرع الفتنة داخل الشارع الأردني ولا رهان على وعي الأردنيين


وطنا اليوم، بقلم الاعلامي محمد  عيسى ملكاوي:

في الآونة الأخيرة، شهد المشهد السياسي في الأردن محاولات متعددة من بعض التيارات والتجمعات الشعبية للتحريض وزرع الفتنة بين المزيج الأردني المتماسك، وهو أمر يستحق التحليل والدراسة بعناية.

وترتكز هذه المحاولات على استغلال الشعور بالغضب والاستياء بين الشعب نتيجة لتعاطفهم مع القضية الفلسطينية نتيجة الأحداث الحاصلة في قطاع غزة، بالإضافة إلى عدم الرضا عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ومع تزايد الوقفات الاحتجاجية في الرابية وازدياد مشاهد التظاهر دعماً للقضية الفلسطينية، أصبحت تظهر أساليب جديدة للتحريض والفتنة تتنوع بين الاتجاهات المختلفة، حيث يتم استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي والتواصل الاجتماعي لنشر الرسائل والفيديوهات المثيرة للجدل والتي تهدف إلى تحريض الناس ضد بعضهم البعض أو ضد النظام الحاكم.

كما يتم تضخيم القضايا السياسية وتجريدها من سياقها الحقيقي بهدف إثارة الاضطرابات والتوترات.

إلى جانب ذلك، يتم استخدام التجمعات والمظاهرات الشعبية كوسيلة لتأجيج الفتنة وتحريض الجماهير على التصعيد والعنف والاحتكاك مع رجال الأمن الذين وُجدوا لحماية المتظاهرين من هؤلاء المندسين الذين أصبحوا محط انتباه الجميع.

ومن خلال متابعتي لما يجري في الشارع على مدار أيام مع تواصل مشاهد التظاهر والاعتصام بالعاصمة عمان، أصبح من الواضح جداً أن هذه الجماعات التي تحاول قيادة الشارع إلى المجهول من خلال زرع أشخاص مندسين موزعين في أماكن التظاهر، تتمثل أساليبهم في توجيه الاتهامات الباطلة والتحريض على رجال الأمن والدولة واللعبِ على وتر الطائفيةِ والتفرقة العنصرية لزعزعة الوحدة الوطنية.

ومع ذلك، فإن الحقيقة التي تجهلها هذه الجماعات المشبوهة التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الدولة، أن الشعب الأردني ورغم مشاركته حسنة النية بتلك المظاهرات، قد يشارك المحرضين بالهتافات الآثمة عن غير وعي أو قصد، لكنهُ ما يبلثُ أن يستعيد رشدهُ بعد أن يخرج من حالة الشحن الجماهيري التي كان واقعاً تحت تأثيرها، فمن الصعوبة بمكان غسل أدمغة من في الشارع الأردني وتجريدهم من وطنيتهم وقيمهم الأردنية النبيلة التي تربوا وترعرعوا عليها، وأن ساعة الصفر إن حانت ستجد كل الأردنيين معارضين وموالين في خندقٍ واحد للذود عن أمن وطننا وثوابته تحت رايةِ الهاشميين منعاً من انزلاقهِ لا قدّرَ الله إلى أوضاعٍ صعبة كما هو حال دول الجوار.

ومن الجدير بالذكر أن السلطات الأردنية تتخذ إجراءات حازمة لمواجهة هذه المحاولات والتصدي لمن يحاولون استغلال الشعور بالاستياء والغضب من الأوضاع الاقتصادية من أجل تحقيق مكاسب شخصية أو سياسية.

وعلينا جميعاً أن نتكاتف ضد هذه المحاولات البائسة والفاشلة، كما نلفت الانتباه إلى الأدوار الإعلامية التوعوية التي تقع على كاهل الحكومة في هذا الوقت المفصلي للتحذير من مخاطر التحريض والفتنة وتعزيز ثقافة الحوار والتسامح والاحترام المتبادل كأدوات أساسية لتعزيز السلم الاجتماعي والسياسي.

ويجدر الإشارة إلى أهمية تكاتف الحكومة بأذرعها الإعلامية مع المجتمع المدني لسد الطريق أمام كل من تسول نفسه العبث بأمن واستقرار أردننا الحبيب.

وفي الختام أضع بين أيديكم بعض المشاهد التي تم رصدها من الشارع والتي تهدف لإحداث القلاقل والانقسامات من خلال التعبئة ضد الأجهزة الأمنية التي وُجدت لحفظ النظام ومنع أعمال الشغب والتخريب وضمان حق التعبير السلمي: