وطنا اليوم:حذفت سفارة إسرائيل في سنغافورة منشوراً مثيراً للجدل من حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي يستشهد بالقرآن الكريم، بعد تدخل من الحكومة، في محاولة لتبرير وجود المستوطنات اليهودية على الأراضي الفلسطينية والهجمات المستمرة على غزة، من خلال الإشارة إلى حقيقة ذكر إسرائيل 43 مرة في القرآن، ولم تذكر فلسطين مرة واحدة.
وقالت وسائل إعلام سنغافورية، الإثنين 25 مارس/آذار 2024، “إن هذا المنشور تم نشره على الصفحة الرسمية للسفارة الإسرائيلية على فيسبوك يوم الأحد، وتم حذفه في المساء”.
وبحسب منشور السفارة الإسرائيلية، فإنه “تم ذكر إسرائيل 43 مرة في القرآن، ولم يتم ذكر فلسطين مرة واحدة، وتشير الأدلة الأثرية إلى أن الشعب اليهودي هم السكان الأصليون للأرض”.
“غير مقبول على الإطلاق”
من جهته، أدان وزير القانون والشؤون الداخلية السنغافوري “كي شانموغام” هذا المنشور، ووصفه، الإثنين، بأنه “غير مقبول على الإطلاق”، قائلاً إنه “منزعج للغاية” عندما علم به.
وقال شانموغام للصحفيين إن وزارة الداخلية طلبت إزالة المنشور و”أوضحت وجهات نظرنا بشكل واضح للسفارة الإسرائيلية لأنه غير مقبول من منظور السلامة والأمن في سنغافورة”، مضيفاً: “لقد طلبنا منهم إزالته بسبب العواقب المحتملة على المجتمعات المختلفة داخل سنغافورة”.
لاحظ شانموغام أن المنشور غير صحيح على مستويات متعددة، وقال: “أولاً: إنه أمر غير حساس وغير مناسب. وينطوي على خطر تقويض سلامتنا وأمننا ووئامنا في سنغافورة”.
وتابع: “ثانياً: من الخطأ الإشارة بشكل انتقائي إلى النصوص الدينية لإثبات وجهة نظر سياسية؛ والأسوأ من ذلك في الوضع الحالي أن تستخدم السفارة الإسرائيلية القرآن لهذا الغرض”.
وزاد: “ثالثاً: إن هذا المنشور هو محاولة مذهلة لإعادة كتابة التاريخ”، مشيراً إلى أن سنغافورة تهتم بسلامة وأمن مواطنيها، بما في ذلك الأقليات مثل المسلمين واليهود.
“يؤجج التوترات”
وحول التخوفات قال شانموغام إن هناك مجتمعاً يهودياً نابضاً بالحياة هنا، وإن مثل هذه المنشورات يمكن أن تؤجج التوترات، ما يعرض المجتمع اليهودي للخطر إذا امتد الغضب من المنشور عبر الإنترنت إلى العالم المادي”.
في سياق متصل أكد أن حكومة سنغافورة بشكل عام لا تتدخل؛ لأن السفارات تمثل دولاً ذات سيادة وتتمتع بالحكم الذاتي، “ولكن عندما يؤثر ذلك على سلامة وأمن الناس في سنغافورة، والسلام والوئام الذي نتمتع به، فإننا نتدخل وسنتدخل”.
كما أشار الوزير إلى أن كاتب المنشور يجب أن ينظر إلى قرارات الأمم المتحدة، و”يرى ما إذا كانت تصرفات إسرائيل في العقود القليلة الماضية متوافقة مع القانون الدولي قبل محاولة إعادة كتابة التاريخ”.
وفي وقت سابق، أدان وزير الخارجية فيفيان بالاكريشنان هذا المنشور وقال: “من غير المناسب على الإطلاق الإشارة إلى النصوص المقدسة لإثبات نقاط سياسية. لقد أوضحنا ذلك للسفارة التي قامت بإزالة المنشور”.
وشنت إسرائيل هجوماً عسكرياً دامياً على الأراضي الفلسطينية منذ عملية طوفان الأقصى عبر الحدود قادته حركة حماس الفلسطينية، رداً على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
ومنذ ذلك الحين قُتل أكثر من 32,200 فلسطيني في قطاع غزة، وجُرح أكثر من 74,500 وسط دمار شامل ونقص في الضروريات.
ودفعت الحرب الإسرائيلية 85% من سكان غزة إلى النزوح الداخلي، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية، في حين تضررت أو دمرت 60% من البنية التحتية للقطاع، وفقاً للأمم المتحدة.
وتتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية. وأمر حكم مؤقت صدر في يناير/كانون الثاني تل أبيب بوقف أعمال الإبادة الجماعية واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.