وطنا اليوم_بقلم :د. عادل يعقوب الشمايله
من الضرورة بمكان أن يصبح من المعلوم للشعب، أنَّ شهادة حسن السلوك التي يصدرها كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، تسعى لها فقط الدول المنهارة اقتصاديا او شبه المفلسة.
بناءاً على هذه الشهادة تستطيع الدولة المنهارة السعي للحصول على قروض اضافية (إنعاشية الطابع للدولة القابعة في غرفة العناية الحثيثة) من الدول والبنوك التجارية في الدول الكبرى.
وظيفة شهادة صندوق النقد الدولي أنها تطمئن الدائنين الجدد أنه يمكنهم استرداد اموالهم وفوائدها العالية لأن الصندوق والبنك الدولي يكونان قد فرضا سلسلة من السياسات المالية والنقدية التي تخضع التدفقات النقدية (للدولة السفيهة المُرهقة بالديون) لمراقبتها وسيطرتها والياتها. كما انها تكون قد افرغت الدولة من وظائفها التقليدية في خدمة الشعب وبناء الوطن ورعاية الاقل حظا واهملت التعليم والصحة والبنية التحتية واوقفت الاستثمار والنمو الاقتصادي وفرضت ما لا يخطر على قلب بشر من الضرائب والرسوم والرخص والغرامات والاتوات، والضرائب على الضرائب).
الشهادة تعني ان البنك الدولي وصندوق النقد الدولي قد امتلكا البقرة وعجلها الرضيع والحليب والمذود وما فيه وصاحب البقرة وزوجته واولاده وأنهما يمكنهما بيعهم في سوق النخاسة او سوق الماشية متى ارادتا.
قروض صندوق النقد الدولي وشهادة خراب البيت التي يمنحها للفاشلين الذين يديرون الدول الفاشلة تؤكد سيطرته على مقدرات الدولة المستدينة ومن فيها ومن عليها ان عجزت او امتنعت عن السداد. شهادة حسن السلوك (خراب البيت او غراب البين) التي يصدرها صندوق النقد الدولي تعني أن العبد اصبح بلا اسنان وبلا أظافر وأن قاموسه اللغوي يحتوي على كلمتين فقط: “حاضر سيدي”.
لا يوجد مثال على هروب فأر واحد من شِباكِ صندوق النقد الدولي والبنك الدولي او خروجه حيا طليقا بعد انقضاء فترة محكوميته، لأن احكامه كأحكام محاكم اسرائيل (خمس مؤبدات، ٣٠٠ سنه مع الاشغال الشاقه، توليع الحطب في جهنم بعد الموت…)