بقلم الدكتور احمد الشناق
يقف الرئيس الأمريكي بايدن أمام تحدي داخلي بمهمة تضميد جراح انتخابات انقسامية وغير مسبوقة في الولايات المتحدة ، نحو مصالحة وطنية أمريكية بمواجهة تيار ترامبي تشكل كحركة جديدة أساسها القومية البيضاء بيمين متطرف يتجاوز مفهوم الحزب بمؤشرات لإستخدام العنف على حساب السياسي ، وذلك بدخول مرحلة الإنقسام العنصري على حساب الانقسامات السياسية .
وأشار الرئيس المنصرف ترامب بكلمته الوداعية إلى مؤيديه ” أريدكم أن تعلمو أن الحركة ما زالت في بداياتها” ، بما يشير إلى تشكيل تيار جديد ، خارج النخبة السياسية الأمريكية التقليدية ، بعناوينها الحزبين الجمهوري والديمقراطي .
والسؤال الذي يُطرح داخل الأوساط الأمريكية بحادثة الكونغرس ، هل الولايات المتحدة أمام تحدي امني مستقبلي بما يعرف بالإرهاب الأبيض ؟
وعلى المستوى الدولي ، هل إنشغال الإدارة الأمريكية الجديدة بمعالجة وتضميد الجراح الداخلية نحو مصالحة وطنية تضمن وحدة الأمة الأمريكية ، هل سيكون له انعكاسات على المستوى الدولي وقضاياه ؟
وما حجم قدرة الإدارة الأمريكية الجديدة على التوازن كقيادة عالمية ، في التعامل بقضاياها الداخلية ، وبذات الوقت إدارة ملفات عالمية عالقة وبإنتظار الرؤيا الجديدة للإدارة الجديدة ؟
القراءة الأولية تشير إلى قيادة جديدة فاعلة ، بما تملك من عناصر قوة ، بدءاً بسيطرة الديمقراطيين على مستويات القرار الأمريكي الثلاث ” البيت الأبيض ، مجلس الشيوخ ، مجلس النواب ”
وإنحياز قيادات الحزب الجمهوري إلى جانب الديمقراطيين في مواجهة توجهات ترامب الحركية ، وأيضا ميول غالبية الأمريكان للإعتدال .
وبشأن نهج الإدارة الجديدة مع القضايا العالمية والتأثير في القرار الدولي وعودة القيادة الأمريكية العالمية ، تجلى بقدرتها على إتخاذ قرارات عاجلة لطمئنة العالم بنهجها الجديد من خلال العودة لمنظمة الصحة العالمية ولإتفاقية المناخ ، والتأكيد على تقوية العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ودور حلف الناتو .
والرئيس بايدن ، شغل نائب للرئيس الأمريكي أوباما لثماني سنوات ، بإكتساب الدبلوماسية العالمية ، التي تسهل على الرئيس توجيه طاقمة الجديد المتخصص بالشؤون الخارجية في القضايا العالمية ونمط العلاقات الجديدة الأمريكية التي ستنهي حالة الاضطراب الدولي التي أحدثتها الإدارة الترامبية
وبما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، رؤية الإدارة الجديدة بحل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، مع بقاء السفارة الأمريكية في القدس ،
وللإدارة موقف من الحرب في اليمن والرافض لها ، وستذهب لإيجاد حل سياسي في سوريا من خلال الضغط على روسيا وأخذ النظام السوري للحل السياسي ، وستستمر محاصرة إيران بالعقوبات ومراجعة للاتفاق النووي ، وستحافظ على حلفائها في المنطقة بما يخدم المصالح الاستراتيجية الأمريكية . وستستخدم القوة الناعمة من خلال قضايا حقوق الإنسان لتحقيق تلك المصالح على مستوى العالم كالتنافس مع الصين .
الدكتور أحمد الشناق