شرارة حريق أم شرارة ثورة

27 فبراير 2024
شرارة حريق أم شرارة ثورة

بقلم :باسمة راجي العوض غرايبة ( ناشطه سياسية)

عندما يقدم جندي أمريكي على إضرام النار في جسده وبكل جرأه وامام ابواب سفارة الكيان الصهيوني فهذا ليس حدثا عاديا فهذا الجندي قد وصل الالم في روحه الى الحد الذي لايطاق فهو جندي ينتمي لدولة عظمى ودولة تضع (تمثال الحريه) والعداله في ميادينها وساحاتها وتعتبر نفسها من الدول الديمقراطيه التي تتبنى قيم العداله وحقوق الانسان وتمارس سلطتها الرقاببه والتنفيذيه على الأمن والسلام في العالم كونها من الدول الخمس دائمة العضويه في مجلس الامن التابع للمؤسسه الأمميه ( الامم المتحده) وبالتالي ومن منطلق المفاهيم الامميه هذا الحدث ليس حدثا عاديا وليس مجتزأ عن ماتمثله الولايات المتحده في سياساتها نحو بقية العالم ونحو الشعوب فهذه السياسه التي مارستها الولايات المتحده منذ أن قامت على إبادة السكان الاصليين ( الهنود الحمر) بكل وحشبه وأستعمرت هذه القاره وهي تمارس هذه السياسه في كل الحروب التي خاضتها واهمها الحرب العالميه الثانيه التي انتصر فيها المحور الاستعماري الغربي وامريكا على ألمانيا ومحورها وبالتالي منحت لنفسها الوصايه الأمميه على بقية دول العالم ومنحت لنفسها بالاضافه الى روسيا ( الاتحاد السوفياتي سابقا)حق النقض ( الفيتو) في مجلس الأمن فعندما ترتفع يد ممثل او ممثلة الولايات المتحده معلنة الرفض لأي مشروع ينتصر للامن والسلام في العالم يسود الصمت والسكون وتختفي الاصوات وتتلعثم الألسن وتصمت الحناجر وتنحني الميكروفانات خوفا من البوح بهذا الظلم الذي يسود أروقة المجلس
هذا الظلم الذي عانت منه الشعوب العربيه التي تتوق الى التحرر من العبوديه والظلم وغياب العداله وترتجي أن تجدها لدى المؤسسه الامميه التي أخذت على عاتقها رفع الظلم وإحقاق الحق وسيادة القوانين والمواثيق الدوليه واكثر الشعوب التي تعرضت للظلم هو الشعب الفلسطيني الذي أغتصبت أرضه ومنحت لمن لايستحق منذ ستة وسبعين عاما أي مع بدايات تأسيس الامم المتحده واجهزتها ومازالت كل القرارات الشرعيه الدوليه مختبئه في ادراجها ومازالت اروقة مجلس الامن الدولي تصدح( بالفيتو) في كل مره يحاول الشعب الفلسطيني أن يستعيد وطنه ويقيم دولته على ارضه التي اغتصبها الكيان الصهيوني بالقوة المدعومة من الولايات المتحده
وهاهي غزه صرخت وصرخ معها كل الشعب العربي الحر وكل العالم الذي عاش ظلام العبوديه وأنتهكت إنسانيته وحريته يصدح أيضا مع فلسطين وشعبها ومع غزة وأهلها التي تتعرض للإباده الجماعيه والقصف والتدمير وتحاصر بالجوع والعطش وتسلب حياتها على مرأى من العالم الذي يدعي الإنسانيه
وأعود للجندي الامريكي الذي أشعل النار بجسده هو أشعل شرارة الحريه التي إنطفأت منذ عقود طويله هو أوقد النار كي يصحى الضمير الانساني الذي قتلته الراسماليه والصهيونيه التي تحكم العالم وتحكم أروقة البيت الاببض الذي إتشح بالسواد عقودا طويله
هذا الجندي الحر صرخ ( الحرية لفلسطين) باعلى صوته كي يسمع العالم أجمع صوت فلسطين المجروح
صرخ للإسانية التي غابت وللبشرية التي يسعى الوحش الصهيوني والماسوني على إلتهامها والفتك بها فهل من مستجيب!!