من د. عادل يعقوب الشمايله
اشارة للمنشور الموقع من قبل عدد من المعلمين والموجود على صفحة احمد حسن الزعبي، اقدم الملاحظات التالية:
اولا: المعلمون لم يحصلوا على النقابة نتيجة “نضال” كما يزعم كاتبوا المنشور، بل كانت النقابة هبة من الحكومة بناءا على تعاطف عدد من رجال الدولة المحترمين كان على رأسهم دولة طاهر المصري الذي كان وقتها رئيس مجلس الاعيان ورئيس لجنة تفسير الدستور، وكما سمعت منه.
ولقد قدم السيد طاهر المصري خالص النصح للسيد النواصره نائب نقيب المعلمين من عواقب جر النقابة الى معركة ليست معركتها، والخروج بالنقابة عن وظيفتها الاساسية واهدافها المنصوص عليها في قانونها، كسائر النقابات التي لا تجيز قوانينها ممارسة نشاطات سياسية، لانها منظمات مهنية اولا واخيرا.
النقابات ليست احزابا سياسية. لكن نصيحة المصري لم ترق لاجندة النواصره ومن يحركه رغم انكاره لارتباطاته.
ثانيا: لماذا يحتج المعلمون بأن الحكومة سخرت القضاء ضدهم، في الوقت الذي قبلوا هم ان تُسخرهم النقابة لصالح جمعية محظوره لخدمة اجندتها غير الوطنية.
ثالثا: الزعم بأن جميع المعلمين مع النقابة زعم لا صحة له، والدليل ان بضع مئات فقط خرجوا للشارع وعبروا عن مواقف مؤيدة للنقابه.
رابعا: ان النقابة لم تتحرك مع الحراكيين الذين كانت مطالبهم وطنيه، وظلت النقابة ومن يحركها والمعلمون يتفرجون وكأن الامر لا يعنيهم. اما عندما الغيت الجمعية “بقرار قضائي” لأنها جمعية تتبع جمعيات ومنظمات عالميه، لها اجندات سياسية عابرة للحدود، تم استغلال عواطف المعلمين وحُركوا لمطالب مالية يعانون منها كسائر موظفي الدولة.
خامسا: وحيث ان مطالب المعلمين من خلال النقابة أنانية وتخصهم، ولا يطالبون لبقية الموظفين والمتقاعدين والعاملين في الاجهزة الامنية، فلماذا يتوقعون ان يقف معهم الاخرون. من حق الاخرين ان يقفوا موقف المتفرج ايضا. واحدة بواحدة والبادئ اظلم.
سادسا: لقد اعلنت الحكومة عن اعادة صرف العلاوات ورصدت لها مخصصات في قانون الموازنة، فما مبرر استمرار الشغب والتطاول على الدولة. السبب هو استمرار مجلس ادارة النقابة بتجنيد المعلمين لخوض حرب بالانابة عن الجمعية المحظورة.
سابعا: منذ تأسيس النقابة، لم يلحظ اولياء امور الطلبة، أي تغيير في اداء المعلمين، ولم يلحظوا مبادرات من النقابة لتطوير قدرات المعلمين وكفائتهم، واخلاصهم في العمل.
ثامنا: وبحكم عملي كعضو هيئة تدريس في الجامعة الاردنية سابقا، كنت شاهدا لسنوات على استمرار التدهور في المستوى العلمي لخريجي التوجيهي الذين يدخلون الجامعة الاردنية مع انهم الاعلى معدلات، فكيف بالبقية. حيث كانوا غير مهيئين لاستيعاب المناهج التي تدرس في الجامعات الامريكية. الامر الذي يجعلهم غير قادرين على تقديم ما يقدمه اقرانهم في امريكا للمنظمات التي ستوظفهم سواءا كانت عامة او خاصة، داخل الاردن وخارجه.
واخيرا، لم اكتب ما كتبت لانني ضد المعلمين. لأنني ببساطة انتسب لمهنة التعليم ومارستها لسنوات طويلة، ولا زلت اتذكر بكل خير واحترام وامتنان لمن تتلمذت عليهم في مختلف المراحل التعليمية.
ثم انني لا زلت أحتفظ بايصالات بتبرعات مني بالاف الدنانير لاحد المراكز الاسلامية في عمان التابعة للجمعية قبل حظرها.