لماذا هذا الحقد على الأردن

7 فبراير 2024
لماذا هذا الحقد على الأردن

د. هاني محمود العدوان

دوري أبطال آسيا‏ هي بطولة كرة قدم آسيوية سنوية ينظمها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم منذ عام 1967 لأفضل أندية كرة القدم في آسيا ، الاردن يشارك بهذه البطولة كباقي الدول العربية والآسيوية بحكم تأهل فرقه الرياضية ، مثله كبقية دول اسيا ، لم يرتكب جنحة ولم يرتكب إثما في مشاركته بالبطولة المقامة حاليا في دولة قطر الشقيقة والتي تتزامن مع الحرب التي يشنها الصهاينة على الأشقاء في غزة ، ومنتخبنا الوطني ، شباب نشامى يلعبوا الكرة مثلهم مثل ملايين الشباب في العالم وليسوا عسكر مسلحين ، هذا مجال اختصاصهم واهتمامهم كبقية أرباب المهن
ما اثارني مؤخرا حجم الحقد غير المبرر على الاردن وأهله من قبل البعض الذي أغاضه تقدم منتخبنا الوطني ووصوله الى النهائيات بجهود النشامى وحرفيتهم والتغلب على فرق قوية وعريقة لها تاريخ من الفوز في البطولات وقد تجاهلوا أدوار ومواقف الاردن المبدئية والثابتة معهم في كل الاوقات وفي الشدة والرخاء والمتجانسة مع اعتزازه الكبير بهويته وثقافته وانتماءه الديني والعروبي
لم يتوانى الاردن يوما بالفزعات تجاه الكل في محيطنا العربي وكأن ما يصيبهم يصيبنا وما يؤلمهم يؤلمنا ويؤرقنا ، وهذا شأننا منذ الأزل والشواهد ماثلة حتى اصبح هذا الحمى المبارك موئلا وحاضناً ومنشدا لكل من ينشد الآمان لنفسه وأسرته وماله واعماله والشاهد الأمثل هذا الخليط المتجانس لشعب واحد من شتى المنابت
والأصول والذي اصبح يشكل هوية منفردة
محبه للخير والعطاء لا يخالط نفس أحد منا حقد او ضغينة تجاه أي من محيطنا العربي ، بل نزداد تمسكا بهم ، نفرح لأفراحهم ونحزن لاحزانهم ويؤرقنا مصائبهم ، معهم ولهم في كل محنهم
وليس من ذنب ارتكبه الاردن في توقيت هذه البطولة واذا ما استعرضنا مواقفنا ولا نزاود على احد وليس تمنناً على اخوتنا في غزة وفلسطين الحبيبة ونحن الأقرب لهم بالدم والمصير الواحد ، فما قدمه ويقدمه الاردن ليس بمقدور احد نكرانه او التغايض عنه وليس بمقدور البعض الناعق ان يقدم عشر ما قدمنا والتاريخ لا يرحم وتراب فلسطين الطهور يشهد للنجيع الاردني الطاهر ولا نستكثر عليهم ذلك بل ما زلنا في قصور تجاههم فنحن لهم في كل الاوقات والظروف ولن تحرف بوصلة دعمنا لهم تلفيقات البعض من إشاعات وأكاذيب ليس لها أصل ولا صحة ولا تمت الواقع بصلة ، انما مردها الحقد على هذا الوطن واهله ، يبغضهم سيل الدعم اليومي وحجم الاغاثات والمستشفيات التي أقامها الاردن في غزة وفي جنين وكوادرنا الطبية التي تقوم بواجبها على مدار الساعة وموقفنا الرسمي الداعم للقضية باعتبارها قضيتنا المركزية ،مؤكدين للمرة الالف ان هذا اقل واجب نقدمه للأشقاء بتوافق تام مع الموقف الشعبي الداعم والمتجانس مع الموقف الرسمي ،الضاغط والمطالب بوقف العدوان وتحرير الارض واقامة الدولة الفلسطينية ونيل الشعب الفلسطيني الشقيق كافة حقوقه المشروعة وإنهاء الأحتلال ، فمن يستطيع ان يقدم ما يقدمه الاردن دون اجحاف ونكران
واكثر ما يؤلمنا ضجيج ونعيق البعض بين ظهرانينا وينساق تماما مع من ينشطون على مواقع التواصل الاجتماعي همهم الأول والأخير التشكيك في مواقف هذا الوطن المأكول المذموم ، واصرارهم على وضعه في دائرة اللوم والحط من سمعته الطيبة والتقليل من شأنه ، لكن الشمس لا تغطى بغربال
والنهار لا تطفيء نوره كثرة الغيوم ، والحق يعلو ولا يعلى عليه وهذا شأن الاردن وديدنه ، قافلته تسير لا يضيرها النوابيح ولا توقفها اعتى الاعاصير ، بل تزيدها اصرارا وصلابة على اداء رسالته الوطنية والقومية والإنسانية على أكمل وجه ، وسيبقى يؤدي رسالته عل اكمل وجه رغم شح الإمكانات ورغم حجم التحديات وجسامتها .
نسأل الله تعالى ان يرفع البلاء والمحن عن اهلنا في غزة والقدس وفي كل بقعة من الارض العربية الفلسطينية ويبثتهم وينصرهم ويرحم الشهداء منهم ويشفي جرحاهم ويربط على قلوبهم
ومبارك للنشامى ومزيد من تحقيقالبطولات والتقدم والنجاحات في كل المجالات