بقلم: الدكتور رحيل محمد الغرايبه
لاشك ان احتفاء الشعب الأردني بالمئوية الجديدة أمر في غاية الأهمية، وعلى قدر كبير من الوجاهة، عند جميع العقلاء… لكن الاحتفاء المطلوب ليس مهرجانات وخطابات فارغة من المضمون.. وليس مناسبة للاستعراض الذي يتقنه المدلسون والمتزلفون .. وإنما علينا ان نعلم يقينا اننا أمام فرصة ذهبية وحقيقية للنهوض والنجاح والفوز .. وما علينا الا ان نتوكل على الله وان نعقد العزم على مواصلة مشوار البناء الحضاري المتقدم للدولة الأردنية الحديثة المزدهرة، الدولة النموذج للإقليم .. دولة العدل والمساواة.. دولة العلم والمعرفة .. دولة الأمن والاستقرار .. دولة الإنتاج والرفاه.. دولة القانون والمؤسسات.. دولة الحقوق والحريات.. دولة القيم والتحضر.. دولة التسامح والتراحم.. دولة القوة والاعتماد على الذات .. دولة المشاركة والديموقراطية..
وهذا يحتاج إلى امتلاك الجرأة والشجاعة الجمعية من أجل المراجعة وقول الحقيقة والإشارة إلى مواطن النجاح والاخفاق.. والامساك بناصية التصحيح والاعتراف بالخطأ..
نحن بحاجة الى توضيح مفهوم الوطن ومفهوم المواطنة وبحاجة أشد إلى تعريف الولاء والانتماء الوطني؛ الذي يشكل العمود الفقري لأي نهضة وطنية حقيقية..
نحن بحاجة ماسة إلى ارساء معايير الفرز والاختيار لرجال المسؤولية، وأصحاب المواقع، الذين يبتعدون عن التكسب بالمسؤولية العامة ويتصفون بالتجرد والتضحية، ويعلمون تمام العلم انها أمانة وانها مغرم ثقيل..
ونحن بحاجة ماسة إلى اتقان منهج المشاركة والتعاون، ومنهجية العمل الجماعي المؤسسي العلمي المنظم وفق معايير الجودة ..
الاردن بحمدالله وفضله ومنته مليء بالكفاءات ومليء بالأقوياء الأمناء، ولديه القدره على تحقيق هذه الأحلام و الطموحات الواقعية، بفضل قيادته الحكيمة وعزيمة الأردنيين الفولاذية على تخطي الصعاب، واجتثاث الفساد بكل اصرار.. والتغلب على كل عوامل العجز والضعف و الفشل، والمضي قدما إلى الأمام … مهما كانت التحديات ومهما كانت العوائق والصعوبات، ومهما كان حجم التضحيات