بقلم: العميد المتقاعد صالح الشراب
تابعت وتابع الجميع الامس المؤتمر الصحفي للسادة الوزراء ، وقد اجمعوا معظم المتحدثين على ما توقعه معظم الأردنيون الا وهو ( عدم الالتزام يوم الجمعة والتهديد بالأجماع للشعب بالعودة الى الحظر ) .. شاهد الجميع وسمع نبرات الصوت القوية المثيرة .. وكذلك تم عد العقد وسقطات الخطوط على جباه أصحاب المعالي .. الذين كانت نبرة التهديد والوعيد ظاهرة بشكل جلي .. على وجوههم ومن خلال مفردات كلامهم .. وكذلك كانت الكلمات موجزة .. متفق عليها ان يكون هناك حدة وتحمير عين .. من الرجال .. حتى السيدة الوحيدة التي كانت تتحدث فقد عقدت حاجبيها .. وسترت ابتساماتها بشدة .. واخفت كل ملامح الانوثة المعتادة ..
الندم واضح جداً على ما منحته الحكومة من الغاء حظر الجمعة ، الجمعة التي تعتبر يوم متنفس ويوم ديني بامتياز .. والتي كان الحظر فيها مطبق بشكل نظري فقط ووهمي لا اكثر .. وعملي في مراكز المدن الرئيسة فقط ..
لا اعلم لماذا هذه المرة شعر الأردنيون بان هذه الجمعة ستكون هي الجمعة اليتيمة .. وسيكون هناك تراجع عن هذا القرار .. وحتماً ان الشعب الأردني يعي ويعلم انه لطالما لم تكن وعود الحكومات الا وعود وهمية يمكن التراجع عنها او التنصل منها بكل يسر وسهولة .. وعود اعتاد الأردنيون ان تكون مجرد وعود لا اكثر .. كما هو كلام الليل المدهون بالزبدة ..
نقول الحكومة التي هي الآن موثوق بها من مجلس الشعب ، وانعدام الثقة من قبل الشعب .. للمجلس والحكومة .. لقد صبر الشعب ووزع صبره حتى نفذ على ما تكبده في لقمة عيشه وتعليم ابناءه واغلاق مصادر رزقه .. ولا يعقل ان يتم التعامل معه بهذا المنطق الأمني والعقلية العسكرية .. وكانه مصفوف امامكم في طابور .. عسكري صباحي يتلقى التعليمات ..
نعم .. هناك عدم التزام واضح وهذه ردة فعل متوقعة بعد حظر دام اكثر من ٨ اشهر … فيا حبذا لو كان الخطاب معتدلاً .. بسيطاً .. بدون حدية او ( زعل ) ..
لإيصال الرسالة وهي ستفهم .. فوراً ..