وطنا اليوم:قرَّر الجيش السويسري تغيير شكل التجنيد العسكري هذا العام لآلاف المجندين الجدد، ليجعل خدمتهم العسكرية في المنازل، في مسعى من السلطات للحد من خطر تفشي جائحة فيروس كورونا في الثكنات، لكن هذا القرار أثار سخرية لدى البعض.
الناطق باسم الجيش السويسري دانيال ريست، قال: “هذا أمر جديد، لكنه الحل الأمثل الذي فرض نفسه في زمن الجائحة”، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، السبت 16 يناير/كانون الثاني 2021.
وعلى المنضوين في الجيش السويسري إجراء خدمة عسكرية، لا تقل مدتها عن 4 أشهر، قبل استدعائهم سنوياً للمشاركة في دورات تدريبة تستمر 3 أسابيع.
في هذا العام يتعين على حوالي 15 ألف شاب سويسري من الجنسين إجراء الخدمة العسكرية، لكن الأزمة الصحية الحالية أثارت مخاوف لدى الجيش من عدم القدرة على الاهتمام بالمصابين في حال تفشي فيروس كورونا المستجد في صفوف المجندين الجدد.
من هنا، سيكون دخول المجندين حضورياً إلى المدرسة العسكرية “على مراحل، للتأكد من أن كل مجنّد تثبت إصابته مخبرياً بكوفيد-19 يحظى بأفضل اهتمام، وبأن تدابير العزل والحجر الصحي المناسبة ستُطبق معه”.
وستدخل فعلياً إلى الثكنات، اعتباراً من غد الإثنين، دفعة أولى تضم “مجندين صحيين”، يكتسي تجنيدهم طابعاً طارئاً لمؤازرة الفرق المجندة أساساً لدى الطواقم المدنية في المستشفيات السويسرية.
خدمة عسكرية في المنازل
لكن 5 آلاف من أصل 15 ألف مجند هذا العام لن يدخلوا إلى الثكنات غداً الإثنين، بل سيباشرون تدريباً من منازلهم مدته 3 أسابيع.
سيقوم هؤلاء بما يشبه “خدمة عسكرية عن بُعد”، وفق تسمية صحيفة “لو تان” السويسرية في مقال ساخر، عنونته “بزوغ فجر الخدمة العسكرية على الأريكة”.
يوضح ريست أن هؤلاء المجندين الجدد “تلقوا جميعاً هذا الأسبوع برنامجاً تعليمياً قائماً على نماذج يتعين عليهم اتباعها في المنزل، في إطار عمل نظري أمام الشاشة”.
إذ إنه قبل ارتداء البزة العسكرية فعلياً ينبغي على هؤلاء تعلُّم مسائل كثيرة، تشمل طريقة استخدام سلاح الخدمة، والاطلاع على معلومات بشأن الأسلحة الجرثومية والكيميائية، إضافة إلى القواعد العسكرية والحماية الصحية.
يقول ريست “نترك لهم الخيار حول توقيت متابعة الدروس، ننطلق من مبدأ أن الشخص الذي يتابع دروسه بجدّية يحتاج إلى 6 ساعات من التعلم عن بعد يومياً”.
كذلك تشمل هذه الخدمة العسكرية غير الاعتيادية “4 ساعات من التدريب الرياضي أسبوعياً” عن طريق تطبيق خاص، وستُحتسب هذه الأسابيع الثلاثة ضمن “أيام الخدمة الفعلية”، وبالتالي سيتلقى المجندون الذين يتبعونها دخلاً مالياً، في إطار المبالغ المخصصة لكل مجند خلال فترة التجنيد العسكري.
المراقبة مستحيلة
أثار هذا النسق المبتكر للخدمة العسكرية سخرية البعض، إذ كتب أحد مستخدمي الإنترنت مازحاً: “متى سنرى حروباً تُخاض من الكنبة؟”.
كذلك وجد البعض في هذه الفكرة نوعاً من الاستخفاف، من بينهم ستيفان هولنستاين، رئيس هيئة الضباط السويسرية، الذي قال في تصريحات أوردتها صحيفة “لو تان”: “أدرك الحاجة إلى تنازلات غير تقليدية، لكني أنظر بريبة بعض الشيء إلى ذلك، للخدمة العسكرية طابع عملي واجتماعي، لا يمكن أن يحل محله التعليم الإلكتروني”.
يُقر ريست بأنه “من غير الممكن مراقبة تصرفات 5 آلاف شاب”، لكن “من الواضح أن هناك بعض القواعد، كما أن النظام يلاحظ غياب الأشخاص”.
وسيخضع المجندون بعد انقضاء أسابيع الخدمة المنزلية الثلاثة، لاختبار للمعارف بعد انتقالهم إلى الثكنة، لكن ريست يُحذر من أن “أولئك الذين لن ينجحوا في الاختبار لن يحق لهم الحصول على تراخيص خروج”.