المهندس مدحت الخطيب
الجوخ لغة: نوع من الصوف (الناعم المنمق)، والواحدة منه جوخة، وهو نوع فاخر من الثياب يتزين به عادة أصحاب الحظوة، ويلبسونه في الاحتفالات كنوع من الزينة وإظهار الثراء، ولذلك أطلق عليهم «أصحاب الجوخ» نسبة لما كانوا يلبسون..
نسمع كثيرًا عن ماسحي الجوخ والأونطجية والمنبطحين تقربا «إلى هذه الفئة» من أرباب السياسة والمال والأعمال حتى أصبح لهم سلعة تباع وتشترى وتنتشر بين أهل الثراء وأهل النفوذ والسلطة في مجتمعاتنا للأسف..
وقد تحدث أجدادنا عن هذه النوعيات من البشر منذ القدم؛ فهم العنوان الأوسع للتملق والتزلف والمداهنة يفعلون كل شيء بغية الوصول إلى غاية معينة تخدمهم، فتجد أحدهم منبطحًا زاحفا حتى الأرض لهؤلاء الأشخاص أو الجماعات للاستفادة منهم ماديًا أو مجتمعيا..
نعم هم كثر للأسف في مجتمعاتنا، والأخطر من ذلك أنهم بأساليبهم هذه جعلوا في زماننا هذا الأمين خائنا، والظالم عادلا، والتافه ناشطًا اجتماعيًا..
قاموا بتوظيف المكر والازدواجية في الكفاءة السياسية والاجتماعية أو في «السلوك العام، لخدمة أسيادهم على قاعدة» الغاية تبرر الوسيلة «حتى وإن أوصلتهم غاياتهم إلى درجات الانحطاط وإذلال النفس وامتهان الكرامة..
ما جعلني أكتب عن هذه الفئة هو حديثهم المعلن عن ما يحدث في فلسطين شاهدتهم كغيري كالذباب يتنقلون من صفحة لأخرى يتحدثون وبالعلن على مواقع التواصل الاجتماعي ويدافعون وبكل قذارة عن الكيان الغاصب، حتى وصلت الدنية في بعضهم بأن يعلن وبلسان عربي أنه لا دخل له بما يحدث في غزة وفلسطين وان المسجد الأقصى والمقدسات هي شأن فلسطيني ولا تعنيهم من قريب ولا من بعيد…
أي صلافة واي حقارة وانحطاط يكنزونها في أنفسهم مثل هؤلاء الأشخاص، واي حقد وعدوانية يتعاملون بها وبكل وقاحة ودون خجل وهم يدافعون عن محتل اغتصب الأرض والعرض وقتل البشر وهدم الحجر!!!
انسلاخ هؤلاء المُرْتَزِقَة من الروح والقيم العربية جعلتهم أحقر ممن أمرهم بالحديث والكتابة تحت عناوين كاذبة لا تمت للواقع الأخلاقي ولا الإنساني بأية صلة..
نعم بلغت درجة الارتزاق بهم إلى أن تقاد النساء في غزة إلى معتقلات بني صهيون وتسجن بتهمة التعامل مع حماس والمقاومة هناك ويصمتون عن ذلك لا بل يدافعون؟ أية خساسة هذه التي أوقعتم أنفسكم فيها؟ يا أراذل الإنسانية؟ ويا أحقر أنواع البشر؟؟
ها قد مر على العدوان البربري الغاشم ما يقارب المئة يوم وفي كل يوم تزداد شهية جيش الإجرام عدائية وحقدا وتقوم في ارتكاب المجازر وتشديد الحصار في كل مقومات الحياة ومستلزماتها البسيطة على أهلنا هناك..
صدقوني ما تقوم به دويلة الكيان ما هو إلا رسالة لمن فضل الصمت منكم ولزم الحياد تجاه العربدة التي اتخذوها هم وأدواتهم المُرْتَزِقَة منهجا في حربهم على غزة قبل أن تكون رسالتهم إلى أهلنا المرابطين في غزة وفلسطين عنوانها سيأتيكم الدور أن كنتم لا تعلمون…
فهذا العدو لا يرقب في أمتنا إلا ولا ذِمَّة، وما هذا الصمت الغربي وحتى العربي والإسلامي الا طريق يدفعه لتجاوز الحدود أكثر من ذي قبل..
في الختام أقول ليطمئن الجميع وخصوصا المقصرين والمتخاذلين والمنهزمين، غزة وفلسطين ليست بحاجة لأحد بأن يدافع عنها، فالله حافظها وناصر أهلها بإذنه تعالى، وإن اليوم الذي سيغسل فيه أهل فلسطين باحات وجدران المسجد الأقصى سبع مرات إحداهن بالتراب، بات أقرب إلينا مما نتخيل، ويقول الانبطاحيون متى هو، قل عسى أن يكون قريبًا بعون الله تعالى..
* كاتب ونقابي اردني