آن الآوان للإنسان العربي أن يكون مشروعنا، إنه أغلى ما نملك، ورأس المال البشري بلا منازع

2 يناير 2024
آن الآوان للإنسان العربي أن يكون مشروعنا، إنه أغلى ما نملك، ورأس المال البشري بلا منازع

الدكتور محمود المساد
نجحت الحركة الصهيونية في تحقيق أهداف مشروعها الاستراتيجي، ونواته الفاعلة من يهود العالم المشرّدين في مشارق الأرض ومغاربها، وذلك باستهدافهم قيَم الإنسان العربي وفكره وتطلعاته، إلى جانب نجاحهم في هدفهم العسكري المقيت باحتلالهم مساحة ارتكاز يقيمون فيها في فلسطين العربية من دون أي حق مشروع لهم، وبدعم كامل من حلف قوى الشر العالمية، وطواغيت المشرق والمغرب، وأرادوا لهذا الاحتلال أن يكون رأس حربة لهم تحمي مصالحهم الاستعمارية، المناهضة للحق والعدل؛ فضلا عن أنهم سئموا منهم كونهم الأكثر نتانةً وفسادًا وعَفَنًا على وجه هذه البسيطة.
لقد نجحت الحركة الصهيونية في عملها الدؤوب على الإنسان العربي بفكرها وأيديها مباشرة في بعض الأحيان، ومن خلال المتطوعين الطامحين بالمصاري والكراسي، الجبناء الملوثين في إنسانيتهم، وقوميتهم في معظم الأحيان من جهة أخرى، حتى بات هذا الإنسان لا حول له ولا قوة، هزيلا، محبطاً، خاوياً، يعيش يومه، ويتجرع ماضيه، ويقتات على قِيَم تجمدت، وفكر تسطّح على مسارب الطرقات العمياء،ونفاق فهلويّ يضحك به على المحسنين إليه.
لقد تدخلت حركة الشر الصهيونية بجرأة وصَلف في إعاقة كل ما من شأنه أن يبني الإنسان العربي حقاً له ولوطنه، وذلك بالاستعانة بالعملاء بائعي ضمائرهم الذين يستجدون العطف، والمال، والجاه الزائف، الذي لن يفضي في حدّه الأعلى إلى أبعد من رغيف خبز، يوزَّع في باص برفقة سنارة، في الوقت نفسه الذي صادروا به البحر والأشرعة والطرق؛ ليقطعوا الأمل على هذا الإنسان، ويُحكموا قيوده، وينشروا بدل من أمله زبداً، وسرابا، وإحباطاً .
وجاء من عند الله وبفضله،على أيدي عصبة آمنوا بقدرته ونصره، وأخلصوا له وللوطن، صيحة عبور، أذهلت بوقعها الشديد الكيان المزيف، والمارد الكرتوني، بالقدر الذي انشدهت بهول هذا العبور جماعة النفاق الغارقة في ترهات الفنادق. ومما يُذهب العقل، أنك ترى على الجانب الآخر شعبا صامتا بالقهر يرفع صوته بلا حراك، ويهتف للحق بلا أدوات، ويبتهل لله بأضعف الإيمان.
ومن الجلي الواضح، أننا أمام مشهد تغيرت فيه كل الأشياء، وكل الأفكار، وكل الأحلاف، وكل القيَم الإنسانية، تغير بها الإنسان العربي أيضاً بشكل متسارع، ولافت للنظر والانتباه، فلم يعد يحب الصمت ويهوى الوحدة، وبات مقتنعا بأن الإبداع يبتكر طرقا يواجه بها الكفّ المِخرز، بل وأكثر. وأن الثقة بالنفس، والإيمان بالله، والإصرار على الحياة بكرامة، وعزّة وحرية، وجميعها ممكنة وقريبة ولازمة… وهنا، يقف مشروع الحركة الصهيونية ويهودها اليهود، وغيرهم من شياطين الإنس، ويبدأ الإنسان العربي الشريف مشواره يجاهد بالحق، وينشد الوجود والحياة الكريمة، وبالطرف الآخر، يقف المرجفون الأذلّاء ينتظرون ما ينتظرهم، ويستجدون من يشتريهم من جديد!!
مرحبا بفجر غزّة الجديد!!
فجر يؤذن بالجديد: الجديد في التعليم، والجديد في طريقة التفكير، والجديد في اتخاذ القرار!!
خذوا السُّلطة – كل السُّلطة – واذهبوا إلى المغانم، والغنائم، والمكاسب، والعطايا، والأرباح! خذوا المناصب، والمراتب، والإدارات، والشركات والبنوك!!! واتركوا لنا المدرسة، والمعلم، نطبّق ما طبّقه أحرار فلسطين!
لا شأن لكم بالتعليم!