وطنا اليوم:جدل هائل أعقب بيان الأزهر اليوم، وهو البيان الذي اعتبره البعض قويا، أبرأ فيه الشيوخ ذمتهم أمام الله وأمام التاريخ، في حين أكد آخرون أن البيان لم يأت بجديد.
فماذا كانت ردود الأفعال على بيان الأزهر؟
د. كمال حبيب الخبير المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية يرى أن بيان الأزهر جيد، مشيرا إلى أن هيئة كبار العلماء التي يرأسها شيخ الأزهر وكبار العلماء ومنهم الشيخ حسن الشافعي تحاول أن تبرئ ذمتها.
ويضيف أن كثيرين يرون أن موقف الأزهر وعلمائه من حرب الإبادة الإجرامية التي تشنها العصابات الصهيونية على أهل غزة ليس كافيا رغم الإدانات والبيانات.
ويوضح حبيب أنه كان طبيعيا لتمرير البيان إضافة الفقرة الأخيرة التي تؤيد القيادة السياسية المصرية والقوات المسلحة في أية إجراءات تتخذها لحماية الأمن القومي والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني.
واعتبر حبيب بيان الأزهر قويا أخذ القضية من جميع جوانبها، وذكّر ما جاء في قمة الرياض معتبرا أنه واجب شرعي على الحكام العرب أن يقوموا بما اتخذوه من قرارات.
واختتم حبيب مؤكدا أن بيان الأزهر اليوم خير من الصمت، لافتا إلى أن هيئة كبار العلماء تحاول أن تتخذ موقفا فيه مساحة من الاستقلالية، والصدع بالحق على قدر طاقتها، وعلى قدر ما يتيحه لها المجال في ظل نظام سلطوي يقبض على كل شيء تقريبا فيما يتصل بالمجال العام وفيما يتصل بالعمل الديني والعمل السياسي.
من جهته يعلق الأديب الكبير رفقي بدوي على بيان الأزهر قائلا: أي بيان هذا؟ لا يوجد على الإطلاق بيان، لا يمثل نشيدا، وأشبه ب: قطتي جميلة اسمها نميرة!
ويتساءل بدوي: أين دور الأزهر بعد 3 أشهر من هذه المجازر؟
ويخاطب شيخ الأزهر قائلا: أين دورك يا مولانا بعد كل هذه المجازر المروعة؟
وقال إن المطلوب من شيخ الأزهر ألا يتحدث عن بيان وعن دور دول ما، بل يجب أن يتحدث عن دور الأمة الإسلامية، وأن يحرض الأمة شعوباً وحكومات على الجهاد بنص القرآن. “يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال”.
واختتم مؤكدا أن هذه أرضنا، وهذه مقدساتنا، لافتا إلى أن الأمة كلها كانت تنتظر فتوى للأزهر بشيخه وبعلمائه تدعو للجهاد وليس أقل من ذلك.
وردا على سؤال: ماذا لو كان شيخ الأزهر الآن الراحلين عبد الحليم محمود وجاد الحق؟
أجاب بدوي: “مؤكد أن موقف الشيخين الجليلين: عبد الحليم محمود وجاد الحق لن يكون بهذا المستوى”.
في ذات السياق يتساءل الكاتب الصحفي الأديب أسامة الألفي: ماذا يملك الأزهر من سلطات؟
ويجيب: لا شيء.
ويضيف أن هذا البيان هو أقصى ما يمكنه إصداره، مؤكدا أن الذنب على الحكام العرب والمسلمين الذين تخاذلوا عن نصرة إخوتهم بل وتمادى بعضهم في مد اقتصاد العدو بالاستثمارات العلنية والتأييد الخفي غير آبهٍ بوازع ديني أو شعبي أو حتى إنساني.
وعما ورد في البيان من إشادة بالسلطة في مصر، يرى “الألفي” أن ذلك يرجع إلى تجنب الصدام معها في ظل الظروف الحالية من عدو على الأبواب واقتصاد منهار وشعب لا يجد ما يكفي أبسط أساسيات الحياة.
الأديب المصري عباس منصور يعلق على بيان الأزهر بقوله: ليتهم أكملوا نومهم وسكوتهم في ظلال السلطان، واصفا البيان بأنه هزيل ضعيف يسترضي الحكومة.
ويتابع منصور قائلا: “لا أتصور أن ذلك هو المستوى الذي عليه نخبة العلماء في أكبر مؤسسة إسلامية، بينما المؤسسات الدينية اليهودية تحشد المقاتلين اليهود من بلدان العالم وتدفعهم إلى القتال في غزة بينما هم يجلسون على حجر السلطة ويرددون كلمات جوفاء كالتي خرجت من قمة سلاطينهم في الرياض، ثلاثة اشهر حتى أزهقت حياة عشرات الآلاف من أرواح المسلمين بكل صنوف القتل وآخرها الجوع”.
وتابع قائلا بغضب: ” قل لهم إنهم جوعى لايجدون الرغيف،إنهم عطشى لايجدون الماء،انهم مشردون بلا سقف في هذا الصقيع، إنهم قتلى وجثثهم في الشوارع والبيوت وتحت الأنقاض تنهشها الكلاب، كيف لهؤلاء الذين ينتسبون إلى مرتبة علماء الدين، كيف لهم أن يغضوا الطرف عن هذا الحصار وتلك الجهنم التي يسعرها المغضوب عليهم من قتلة الأنبياء وأحفاد الخنازير”.
وخلص منصور إلى أن هؤلاء ليسوا علماء،إنهم بطانة السلطان وحاشيته.
واختتم متسائلا: “كيف يستطيبون هذا الهراء وكل أسرة في مصر لها ثأر في رقبة اليهود، شهيد أو معاق،خلال خلال ست حروب عدوانية استمرت ثلاثين عاما تم فيها تهجير الملايين من أبناء الشعب وطردهم من دورهم ومصانعهم وحقولهم في سيناء والسويس وبورسعيد والإسماعيلية حتى أطراف القاهرة الشرقية، بأي شريعة يتعايش هؤلاء الحمقى مع أعدائهم،لا شريعة الوطنية أو الدين أو الإنسانية، ذلك المحفل الذي تقيأ هذا البيان يبدو أنه استطاب أي حياة، ولن يسامحهم الشعب على هذا التفريط في الوطن والدين والدماء.