وطنا اليوم – خيب البلجيكي إيدن هازارد، لاعب وسط فريق ريال مدريد الإسباني، الآمال الكبيرة التي كانت معقودة عليه من قبل جماهير النادي الملكي حين التعاقد معه من فريقه السابق تشيلسي، حيث كان وقتها أبرز نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز، وكرة القدم العالمية كلها.
وظهر هازارد منذ انضمامه لصفوف ريال مدريد كشبح مع الفريق، ولم تظهر بصمته في مباريات الملكي سواء في بطولة الدوري الإسباني، أو بطولة دوري أبطال أوروبا، ليعيد إلى الأذهان من جديد صورة نجم الفريق السابق الويلزي جاريث بيل، الذي خرج من جنة الميرينجي في الموسم الجاري، إلى صفوف ناديه القديم توتنهام الإنجليزي على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم.
وتتشابه ظروف هازارد مع جاريث بيل كثيراً، فكلاهما كان نجماً كبيراً في البريميرليج عند الانضمام إلى ريال مدريد، ثم بعد ذلك سيطر الأداء الباهت عليهما، وغابا عن الصورة المؤثرة المعتادة التي كانت الجماهير تتلهف عليهما عند رؤيتهما في الملعب.
وفي كل مرة كان يتم سؤال الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني لفريق ريال مدريد عن إيدن هازارد، كان يقول: يعود شيئاً فشيئاً، حتى باتت هذه الجملة دعابة معتادة من زيدان، عن النجم الموهوب الذي كلف خزينة ريال مدريد 100 مليون يورو، بالإضافة إلى 40 مليوناً كمتغيرات، دون أن يترك أثراً ملموساً مع الفريق.
وخلال مباراة الفريق الأخيرة أمام أوساسونا، بدأ هازارد ضمن التشكيلة الأساسية لريال مدريد، وترك بعض اللمحات الفنية الجيدة، لكنه لا زال بعيداً عن مستواه المعهود.
ولا شك أن الإصابات التي غرق فيها هازارد منذ ارتدائه القميص الأبيض سبباً رئيسياً في هذا الظهور السيء مع ريال مدريد، وهى شيء جديد عليه بعد أن لعب تقريباً ما معدله 50 مباراة في الموسم خلال 7 مواسم مع تشيلسي، وكانت ذروة مشاركاته مع البلوز في الموسم 2012/2013، حيث ظهر مع الفريق الأزرق خلال ذاك الموسم في 62 مباراة.
وفي الوقت الحالي، يتعامل ريال مدريد مع موقف هازارد بحذر شديد، مثلما كان الوضع مع الويلزي جاريث بيل، وحتى اليوم لا يزال تكرار إصابات إيدن هازارد لغزاً كبيراً، ولا نعرف إن كانت بسبب العملية الجراحية التي خضع لها في الكاحل في الموسم الماضي، بعد التدخل القوي عليه من قبل مواطنه مونييه، أم يعاني من انتكاسة عضلية، أم مستواه تدهور، أم لسبب أخر، ولكن في كل الأحوال فإن أرقام هازارد في ريال مدريد مخيبة للآمال حقًا ولا تصمد عند مقارنتها بأرقام جاريث بيل.
وبالنظر إلى كل من اللاعبين نجد أن سعرهما كان متشابهاً، فقد ضم ريال مدريد جاريث بيل مقابل 101 مليون يورو، مقابل 100 مليوناً لضم هازارد، ووصل الويلزي وعمره 24 عاماً، مقابل 28 عاماً للموهوب البلجيكي، ولكن بعد موسم ونصف لجاريث بيل مع ريال مدريد كان قد سجل 32 هدفاً، في المقابل لم يتمكن هازارد من تسجيل سوى 3 أهداف فقط.
وتتواصل الأرقام التي تكشف عن تفوق جاريث بيل على هازارد، ففي خلال هذه الفترة (بعد موسم ونصف مع الفريق) لعب بيل ما نسبته 59 في المائة من مباريات ريال مدريد في موسمه الأول و78 في المائة من مباريات الفريق في موسمه الثاني، وغادر الويلزي ريال مدريد ونسبة مشاركته في كل مباريات الفريق عموماً هى 43 في المائة، مقابل مشاركة بنسبة 28 في المائة حتى الآن لإيدن هازارد، في مباريات ريال مدريد منذ انضمامه للفريق.
في كل الأحوال، بات مستوى هازارد بمثابة جرس إنذار كبير في مكاتب ريال مدريد، بعد الاستثمار الكبير في اللاعب وانفاق 100 مليون يورو لشرائه، فضلاً عن 15 مليون يورو راتباً سنوياً، كما أن اللاعب انخفض سعره في سوق اللاعبين بشكل كبير، ووفقاً لموقع «ترانسفير ماركت» هبطت قيمة جاريث بيل من 150 مليون يورو، وقت قام ريال مدريد بشرائه إلى 50 مليون يورو حالياً، ولا شك أن الشهرين المقبلين مع عودة منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا ومباريات كأس السوبر الإسباني، سيكونا حاسمين في مستقبل النجو البلجيكي الموهوب إيدن هازارد مع ريال مدريد.