وطنا اليوم:بات جليًّا وواضحًا كعين الشمس أنّ الفلسطينيين تمكّنوا من هزيمة دولة الاحتلال في الحرب الضارية بينهما على كيّ الوعي واستدرار عطف الرأي العّام العالميّ، كما يؤكِّد كبار المسؤولين الإسرائيليين، وبرأيهم فإنّ هذه الهزيمة النكراء ستُلقي بضلالها على العمليات العسكريّة، ذلك لأنّ دولة الاحتلال فقدت الشرعيّة الدوليّة التي تمتّعت بها بعد هجوم السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي.
وفي السياق عينه، أجمع كبار المحللين والمختّصين الإسرائيليين في الإعلام العبريّ على أنّ حركة (حماس) أهانت الكيان إهانةً كُبرى في صفقات التبادل التي جرت وتجري في الأيّام الأخيرة، وعزوا ذلك إلى قائد الحركة في غزّة، يحيى السنوار بأنّه المسؤول الأوّل والأخير عن هذه الإهانة، لأنّه قضى في سجون الاحتلال أكثر من 23 عامًا وتعلّم اللغة العبريّة، وبات مُلِّمًا في حساسيات المجتمع الإسرائيليّ، الذي يُتابِع بصورةٍ مكثفةٍ ما يجري على أرض المعركة من خلال محطّات التلفزيون.
على صلةٍ بما سلف، نشرت صحيفة (هآرتس) العبرية، تقريرًا أشارت خلاله إلى أنّ دولة الاحتلال تواجه واحدة من أكبر الحملات الدعائية المناهضة بقيادة كلٍّ من روسيا والصين وإيران، وذلك عقب بدء العدوان على قطاع غزة.
واعتبرت الصحيفة أنّ الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس تحولت إلى حرب عالمية لكن على شبكة الإنترنت، مشيرة إلى أنّ إيران وروسيا والصين استخدموا خلالها وسائل الإعلام الحكومية وأكبر شبكات التواصل الاجتماعي في العالم لدعم حماس وتقويض إسرائيل، من أجل إلحاق الضرر بالحليف الرئيسي لها، الولايات المتحدة الأمريكيّة
ونقل التقرير عن المسؤول السابق في البيت الأبيض والبنتاغون، مايكل دوران، قوله: “تخوض هذه الدول منافسة جيو-استراتيجية ضدّ الولايات المتحدة، وهي تدرك أنّه عندما تتورّط إسرائيل – الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط – في مثل هذه الحرب، فإنّ ذلك يضعف الولايات المتحدة“، طبقًا لأقواله.
وزعمت الصحيفة العبرية، أنّ “تدفق الدعاية والمعلومات المضللة عبر الإنترنت أكبر من أيّ شيءٍ شوهد من قبل”، مشيرة في الوقت عينه إلى أنّ ذلك “يؤثر على الحرب بما لا يقل عن القوى الموجودة في الميدان”، وفقًا لعبارة مسؤول في شركة استخبارات للشبكات الاجتماعية في دولة الاحتلال.
علاوةً على ذلك، أوضحت الصحيفة العبريّة في تقريرها أنّ الدافع وراء هذه الحملات المناهضة للاحتلال، والتي تقودها إيران وروسيا والصين، يعود إلى أسباب مختلفة، لكنها جميعها تعمل على تضخيم وتعزيز بعضها البعض والصدى العالمي للحملات، بحسب الصحيفة.
ونقل التقرير عن جيمس روبين، المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية قوله: “نحن في حرب معلومات غير معلنة مع الدول الاستبدادية“.
وشددت الصحيفة على أنّ دولة الاحتلال، التي تتمتّع بخبرتها السيبرانية الخاصة، قد وجدت نفسها في موقف دفاعي أمام الحملات المناهضة التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي.
في السياق، قال الرئيس التنفيذي لشركة (ميماتيكا)، وهي شركة استشارات استخباراتية لمكافحة التهديدات: “مثل جيشها، تفاجأت وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية، وجاء رد فعلها متأخرًا لعدّة أيام. وكان رد الفعل فوضويًا”، وفقا لما أوردته الصحيفة الإسرائيليّة.
وذكرت الصحيفة العبرية، نقلا عن مسؤوليْن في حكومة الاحتلال، لم تكشف عن هويتهما، إنّ “إسرائيل تراقب نشاط الروبوتات من إيران ودول أخرى”، موضحين أنّ “هذه هي أكبر حملة شهدناها على الإطلاق“.
وأضافت أنّ روسيا والصين، اللتين تقاربتا في السنوات الأخيرة، تستغلان الأزمة لتقويض الولايات المتحدة بما لا يقل عن إسرائيل، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ قسم مكافحة الدعاية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية وثق الحملات الروسية والصينية ضد الاحتلال.
وشددت الصحيفة العبريّة على أنّ “الولايات المتحدة وبقية الغرب، يخشون من أنْ يكون تحالف الحكومات “الدكتاتوريّة” قد نجح في تأجيج المشاعر المناهضة للديمقراطية وغير الليبرالية، خاصة في أفريقيا وأمريكا الجنوبية ومناطق العالم التي لا يوجد فيها تعاطف كبير مع الاستعمار الغربي“، طبقًا لمزاعمها.
إلى ذلك، قال المُحلِّل الإسرائيليّ، وهو كبير المُحللين في صحيفة (هآرتس) العبريّة، نحيميا شتيرسلير، إنّ رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، هو أسفل شخصيّةً في تاريخ الشعب اليهوديّ، لافتًا إلى أنّه عوضًا عن تهدئة الأمور، فإنّه يعمل على تأجيجها وليس في مصلحة دولة الاحتلال.
وتابع المُحلِّل قائلاً إنّ تصريح نتنياهو قبل أسبوعٍ بأنّه أمر جهاز (الموساد) بتصفية قادة حركة (حماس) أينما وُجِدوا هو تصريحٌ هدفه كسب النقاط في مسيرته الشعبويّة للبقاء في الحكم، وأنّ التصريح دفع بقادة (حماس) إلى الاختفاء عن الأنظار، كما أنّ نتنياهو المُحتال أدّى بتصريحه إلى تعريض الرهائن الإسرائيليين في غزّة للخطر، على حدّ تعبيره