الخبير في الشؤون الاسرائيلية اللواء الدبوبي : جيش الاحتلال يهرب من حرب الشوارع

1 نوفمبر 2023
الخبير في الشؤون الاسرائيلية اللواء الدبوبي : جيش الاحتلال يهرب من حرب الشوارع

توطنا اليوم –  الدستور – تكتمت حكومة الكيان الإسرائيلي عن خطتها التكتيكية للدخول برا إلى غزة الا انها أعلنت امس عن هذا الدخول وأخذت بالتوغل في أرض القطاع رغم التحذير الأمريكي لها من حجم الخسائر في المعركة البرية لاسيما ان القتال لا يتم بين جيشين حيث ما زالت تسيطر معارك فيتنام وافغانستان على اذهانهم
ويرى المراقبون أن عدم إعلان الكيان الإسرائيلي عن الموعد الحقيقي للغزو البري من أجل خلق مفاجأة للمقاومة وارباك على الارض
وأكد خبراء عسكريون لـ»الدستور» أن القصف الجوي العنيف والشرس الذي شنه جيش الاحتلال على القطاع وقطع الاتصالات كان دليلا واضحا لبدء العملية البرية
ورغم اجماع عدد من المراقبين أن قوات الاحتلال ستتقدم ببطئ خوفا على حياة الأسرى يرى مراقبون آخرون أن المهمة الأساسية إنهاء المقاومة ولاقيمة للاسرى بهذه المعركة
ويشيرون إلى أن جيش الاحتلال يهدف من هذه الحرب لاخراج أهالي غزة بحصار خانق وقصف عشوائي برا وبحرا وجوا وإعادة سيناريو حرب بيروت رغم أن الظروف مختلفة
وقال الخبير العسكري والمختص بالشؤون الإسرائيلية ضيف الله الدبوبي ما يجري في غزة مهمة أعلن عن أهدافها القضاء على حركة حماس واخراجها من الساحة القتالية وهذه هي المهمة الأساسية والمهمة الأخرى هي تحرير الأسرى ولكن في ضوء ما قاله نتنياهو أنه لن يضحي بالمهمة الرئيسية على حساب المهمة الثانية وهي الأسرى اذن الهدف الاول هو الأساس ولا مانع من معركة برية
وأشار الى أن العمليات لها ثلاثة سيناريوهات :
القيام بعملية عسكرية محدودة عبر طريق صلاح الدين الذي يبلغ طوله 45 كيلو مترا وهو خط واصل بين معبر رفح في الجنوب ومعبر ايرز في الشمال
وارجع سبب توغل الجيش من هذه المنطقة لرغبته أن يكون له موطئ قدم يتوسع بعد ذلك من خلالها
وقال كان الجيش يحضر للغزو البري من خلال عمليات الاستطلاع التي استخدم فيها سلاح الجو القصف العنيف وتحويلها إلى أرض محروقة ذهابا وايابا إضافة إلى قصف مدفعي استخدمت فيه الدبابات المدرعة مضافا إلى ذلك مشاركة القوات البحرية
وأشار إلى أن الجهة الشرقية من قطاع غزة هي الأفضل بالنسبة للجيش كونها خالية من المباني السكنية نوعا ما وبالتالي أرض مفتوحة ثم يأتي بعد ذلك التوغل عن طريق المحور الشمالي بيت لاهيا وبيت حانون وخان يونس والهدف من ذلك هو البحث عن تواجد المقاومة من خلال عمليات الاستطلاع
وأشار إلى أن عقيدة الجيش الإسرائيلي تقوم على الدخول من المناطق الصعبة حتى لا يتوقع احد توغلها
وبين الدبوبي أن السيطرة على شارع صلاح الدين يهدف للتمركز وليس المبيت استعدادا للقتال والسبب وراء ذلك أن الجيش الاسرائيلي يقاتل مجموعات مسلحة وليس جيشا لذلك كان اختيار الحرب على طريقة زحف السلحفاة
وأشار إلى أن الجيش يهدف إلى ضرب حصار خانق من كافة المحاور على غزة مع سيطرة برا وبحرا وجوا على طول الواجهة للقطاع لمعرفة أماكن المقاومة
وبين أن ما قامت به إسرائيل عسكريا هو التدرج الصحيح لأنها تقاتل مجموعات مسلحة يمتلكون اسلحة حديثة جدا ومنظومة صواريخ ظنت إسرائيل أنها دمرتها الا ان ما يظهر أن هذه الصواريخ ولادة
وقال المقاومة تملك مجموعة من الأسلحة هي سم قاتل للدبابات وناقلات الجنود ، مؤكدا أن هناك مفاجآت ستحدث لا نعرف ما هي وهنا استذكر ما قاله موشي دايان في معركة الكرامة «لم افاجأ باسلحة جديدة ولا بخطط ولكن بسلاح صغير بيد تعرف كيف تستخدم هذا السلاح.
أما السيناريو الثاني للمعركة فيأتي بعد فرض الحصار الخانق والذي سيستمر لفترة بانتظار تدخل الدول ليعاد تكرار سيناريو 1982 عندما أخرجت المقاومة من بيروت وتم تشتيتها ، لذلك سيقوم جيش الاحتلال بقصف المناطق الماهولة برا وبحرا وجوا والسيطرة على غزة وارغامهم على الخروج
أما السيناريو الأسوأ فهو حرب شوارع طاحنة سيخوضها كل من في غزة من مقاومين وغيرهم فالجميع اساسا في غزة مشاريع شهداء من هو تحت الارض أو فوق الأرض ولكن لن يكون هناك عودة إلى الخلف بالنسبة للمقاومة وسكان القطاع
الخبير العسكري علي حسون قال انه إلى الآن الحرب أو الهجوم البري بطيئ جدا لأن القوات المحتلة لم تتخذ إلى الآن نقاط ارتكاز واضحة للانطلاق منها في المعارك البرية كما يعرف في المنظومة العسكرية
رغم حدوث مواجهة بين الدبابات الإسرائيلية وفصائل المقاومة جنوب مدينة غزة وشرق حي الشجاعية.
وبين حسونة حتى التوغل البحري لم يدم الا ساعات قليلة وغادرت بعد ذلك هذه القوات وبالتالي هو تكتيك مناسب قد يجده جيش العدو قبل الاصطدام بحرب شوارع قامت به إسرائيل في بيروت
وأشار الى ان اجتياحا كاملا لغزة سيكون مدروسا لذلك فإن التقدم بطيئ وما تقوم به إسرائيل يهدف إلى جس النبض على الأرض بخبرة تكتيكية للابتعاد عن حرب الشوارع الذي عاشه هذا الجيش في بيروت 1982 لأنها ستقاتل انفاقا ومقاتلين يخرجون منها إضافة إلى الكمائن التي يمكن أن تعيق تقدم القوات حتى ولو كانت كبيرة جدا ومسلحة بأحدث الأسلحة مؤكدا أنها ستكون هناك مفاجآت من المقاومة.