التعليم وتكنولوجيا النصر!

25 أكتوبر 2023
التعليم وتكنولوجيا النصر!

بقلم: د. ذوقان عبيدات

أدخَل عبور السابع من أكتوبر، ومترتّباته تغييرات مفاهيميّه وسلوكيّة عميقة المستوى، شملت كل مناحي تفكيرنا، وبخاصة التعليم!
فما هذه التغيرات وما انعكاساتها على التعليم؟
(1)
في التفكير الاستراتيجي:
أثار “العقلانيون” العرب فكرة: من يتّخذ قرارًا، عليه أن يحسب نتائجه! في عتبٍ، أو غضبٍ، أو رفضٍ لما قام به الفكر الاقتحامي !
وهذا لا شك تفكير عقلاني ومنطقي، ولكنه يفتقر إلى خطأين: خطأ التوقيت، فالمعركة لم تنته بعد!، وخطأ فادح في التفكير. لقد مارس “العقلانيون” الحكمة الرجعية، والسلوك البرجماتي: من يضحك أخيرًا يضحك كثيرًا. والعيب في ذلك واضح جدّا، فالأمور لا تُقاس دائما بالنتيجة، فالمبدأ مهمّ أيضًا.
كما أن العقلانيين لم يدركوا مبدأ العبور الذي أقلّ ما يمكن وصفه بأنه عبور العقل العربي من الذل والمهانة، إلى الإبداع والكرامة!!
لم يدركوا أن العبور لم يكن في حسابات أحدٍ لسبب بسيط، وهو أنه مستحيل منطقيّا!! لذلك، ألخّص تفلسف العقلانيين بأنه فشل استراتيجيّ مرّتين اثنتين: الأولى؛ في التنبؤ بما حدث، والأخرى؛ في محاكمة الأمور بمنطق ما قبل حدوث العبور! فالعبور طاقة روحانية إيمانية إبداعية لا تُحسب بمنطق: (من ينقر على الدّف، يجب أن يرى ما يوجد على الرّف)!!
(2)
تعلّم اللغة الإنجليزية:
ظهرت الحاجة بوضوح إلى إدراك تعلّم اللغة الإنجليزية وإتقانها، وذلك لفهم عقلية الغرب الداعم لإسرائيل. وهذا سلوك منطقي عقلاني أيضًا؛ لأنه يعطي كل مواطن دورًا في معركة التحرير، كما أنه يفترض أن أعداءنا قد ضللوا العالم، وعلينا فقط مخاطبة العالم بلغته حتى يفهم حقنا. والعيب في هذا التفكير العقلاني أنه حصر المعركة في الإعلام فقط! وكأن إتقان اللغة كافٍ لكسب المعركة. إذ لم يدعُ أحدٌ لمحتوى ما سننقله عبر اللغة، وهو لغة الكرامة وتكنولوجيا النصر! فاللغة أداة نقل، حتى لو قالوا وعاء الفكر!
تكنولوجيا النصر هي:
الكرامة، والتخيّل، والإبداع، والإيمان. وهي فقط ما سطّرت العبور المعجزة!! فهل تريدون منطق: (الكفّ ما بناطح مِخرز)؟!!
(3)
تكنولوجيا النصر والتعليم:
إن منهاج النصر، ليس في تعلّم اللغة الإنجليزية، فنحن لا نتقن حتى اللغة العربية: لا نحوًا، ولا ألفاظًا، ولا فكرًا، ولا منطقًا!!. فتكنولوجيا النصر هي:
الدفاع عن الحقوق والكرامة في علاقاتنا معًا، ومع السلطات بأنواعها: الأب، والمعلم، والقاضي، والحكومة.
وتكنولوجيا النصر هي في الجرأة بتحديد مكامن الخلل في علاقاتنا، وفي قدرتنا على تحديد الأولويات.
وتكنولوجيا النصر في بناء مهارات الإبداع، والتخيل، والإيمان، وعدم الاكتفاء بالمنطق.
وتكنولوجيا النصر هي في بناء الشراكة، ومجتمعات العمل المتضامنة، والعمل الفريقي، وليس: (انجُ سعد فقد هلك سُعيْد)، بل في: (أُكلت يوم أُكِل الثور الأبيض)!!
نعم، تكنولوجيا النصر هي بناء معلّم النصر، ومنهاج النصر!!
وليس بالمنطق وحده يكون النصر أيها “العقلانيون”!!
(4)
تناقضات العقلانيين:
طالبوا حزب الله، وإيران بالتدخل، ولم يطالبوا أحدًا من أقربائهم ممن يمتلكون مصادر الضغط على العالمين: نفط، وجيوش مدرّبة…. أو من طرد سفراء العدو!!