بكر خازر المجالي
لماذا تظهر الفيديوهات التي تتناول المغفور له الملك الحسين وتقول عنه انه كان وراء تسريب معلومات للعدو كلما اقتربت حرب أو تأزم الموقف نتيجة خطب ما ؟
في المقابل لا نرى ردا اردنيا حول الموضوع ،
ولكن نرى ردودا من قادة اخرين يفندون علاقة الملك الحسين رحمه الله بأية تسريبات كانت . ولكن قبل ان نُسَلَم بهذه الحقيقة لنقرأ للاخر .
والمتابع لما ينشر من اليوتيوب وغيرها تجعلك في وضع صادم وانت تراقب القصص والروايات وتناقضها وتوافقها وفقا للمزاج السياسي والعقائدي والانتقامي .
ومن خلال تتبع ما نشر من معلومات عن المغفور له الملك الحسين تشعر ان الملك الحسين كأن همه الاول وشغله الشاغل كان ان ينال السبق بابلاغ العدو عن اي هجوم أو غيره ، والسؤال : إن صح ذلك فلماذا كان الملك الحسين رحمة الله عليه يقوم بذلك ؟ ما الفائدة وماذا يستفيد ؟ ولمصلحة من ؟
من القضايا الاكثر جدلا كانت حرب 67 وحرب 73 ، والمعلومات هنا عكس بعضهما ،
ربما هنا فيما يتعلق بحرب 67 ان الرواية صحيحة وقد نشرتها الصحف الاردنية ونص الخبر يقول وكما اثبته في سلسلة الاحداث اليومية كما يلي : ” في مثل هذا اليوم الثالث من حزيران من عام 1967م، استقبل المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه السفير التركي في عمان، الذي نقل الى جلالته معلومات عن خطة اسرائيلية قريبة التنفيذ لمهاجمة المطارات المصرية بصورة مفاجئة، وأيد هذه المعلومات السفير العراقي حينها ،وتم تكليف اللواء عامر خماش رئيس الاركان الاردني لابلاغ المصريين ، وتم ابلاغ عبدالمنعم رياض قائد الجبهة الاردنية المكلف بقيادتها .”
هذا ما ورد قبل الهجوم الجوي الاسرائيلي بيومين ، ولكن هل كان هناك أي إجراء مضاد ؟ وهل تردد هذا الخبر في وكالات الانباء ووسائل التواصل ؟ ولماذا لم يتم اي شيء من هذا القبيل ؟ هل لأن الخبر يصب في مصلحة الاردن والملك الحسين ؟
ولكن ابدعت وسائل التواصل واليوتيوب بالتركيز على أن الملك المغفور له الحسين ابلغ اسرائيل بموعد الهجوم في حرب 73 ، في الوقت الذي خرج زعماء ومحللين نفوا هذه المزاعم وذكروا ان الذي سرب المعلومات زعيم عربي اخر ونشروا اسمه وصورته ، وتكررالامر كثيرا .حتى أن هناك زعيم عربي خرج وقال أن الزعيم “فلان ” هو من نقل الخبر ، لأنه ببساطة ان سوريا شريك مصر في القتال لم تكن تعلم بموعد ساعة الصفر .
ولكن من قراءة الاخبار نجد ان صياغة الاخبار واعادة صياغة المحتوى يتم مزاجيا وفق العقائد والتوجيهات والاملاءات والتيارات ، وهذ قد حدث في الكثير من القضايا والمسائل العسكرية والامنية المتعلقة بالاردن ، بمحاولة لإدانة الاردن وفق الاهداف لتلك الجماعات والمنظمات وحتى القيادات والدول .
وأيا كان ،،، كان واضحا ان الاردن لم يخرج عن نطاق عروبته وواجباته القومية ، واكتفي وأختصر ….