الملياردير الفايد عاش غامضاً ومات غامضاً

2 سبتمبر 2023
الملياردير الفايد عاش غامضاً ومات غامضاً

 

وطنا اليوم – توفي محمد الفايد، رئيس “هارودز” السابق الذي قٌتل ابنه “دودي” في حادث سيارة إلى جانب الأميرة ديانا، أميرة ويلز، عن عمر ناهز 94 عاماً.

وُلد الفايد في مصر، وبنى إمبراطورية تجارية في الشرق الأوسط قبل أن ينتقل إلى المملكة المتحدة في السبعينيات.

ومع ذلك، لم يحقق طموحه بالحصول على جواز سفر بريطاني، وأمضى سنواته الأخيرة في التساؤل عن الظروف المحيطة بوفاة دودي وديانا.

وظل الفايد بعيداً عن الأضواء إلى حد كبير خلال العقد الماضي، إذ كان يعيش في قصره مع زوجته. وقالت عائلته في بيان صدر يوم الجمعة: “السيدة الفايد وأبناؤها وأحفادها يودون أن يؤكدوا أن زوجها الحبيب، والدهم وجدهم محمد، قد وافته المنية بسلام يوم الأربعاء 30 آب أغسطس 2023، لقد حظي بفترة تقاعد طويلة وممتعة وكان محاطاً بأحبائه”.

التقى الفايد بزوجته الأولى سميرة خاشقجي، شقيقة تاجر الأسلحة المليونير السعودي عدنان خاشقجي، التي وظفته في شركة الاستيراد الخاصة به في المملكة العربية السعودية.

وقد ساعده هذا الموقع في تكوين علاقات جديدة في مصر، وعلى الرغم من أن الزواج لم يستمر لأكثر من عامين إلا أن السيد الفايد استمر في إطلاق شركة الشحن الخاصة به.

وفي عام 1966، أصبح مستشاراً لأحد أغنى الرجال في العالم، وهو سلطان بروناي.

وانتقل إلى بريطانيا عام 1974 وبعد خمس سنوات اشترى فندق “ريتز كارلتون” في باريس مع شقيقه علي مقابل 20 مليون جنيه إسترليني.

ثم استحوذوا على متجر “هارودز” في عام 1985 مقابل 615 مليون جنيه استرليني، بعد حرب مزايدة شرسة مع شركة التعدين العملاقة “لونرو”.

وتحت ملكيته، ارتفع نادي فولهام من الدرجة الثالثة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.

تبرع الفايد بمبالغة كبيرة للجمعيات الخيرية بما في ذلك مستشفى “جريت أورموند ستريت”، وكأب لخمسة أطفال، أظهر اهتماماً خاصاً بمساعدة الأطفال المرضى.

أنشأ مؤسسة الفايد الخيرية في عام 1987 لتحسين حياة الشباب الفقراء والمصابين بصدمات نفسية والمرضى.

ومن فندق “ريتز كارلتون” في باريس، غادر ابنه دودي، المنتج السينمائي، وشريكته آنذاك ديانا، أميرة ويلز، قبل حادث السيارة الذي أودى بحياتهما في عام 1997.

ولم يتعاف الفايد أبداً من صدمة الحادث، وأصبح مهووساً بالتكهنات المحيطة بظروف الوفاة.

وتضمنت أدلته في التحقيق في فبراير/شباط 2008 ادعاءات بأن الحادث كان بناء على أوامر من الأمير فيليب وبالتواطؤ مع جهاز المخابرات البريطاني.

وقد اعتبرها الطبيب الشرعي “نظرية مؤامرة” ورفضتها هيئة المحلفين.

وفشل الفايد مرتين في محاولته الحصول على الجنسية البريطانية، وفي المرة الثانية في عام 1995، قال للصحافة، غاضباً من الرفض، إنه دفع أموالاً لاثنين من وزراء المحافظين، “نيل هاملتون” و”تيم سميث”، لطرح أسئلة في مجلس العموم حول هذه المسألة.

وقد ترك كلاهما الحكومة، وخسر “هاملتون”، الذي نفى هذا الادعاء، قضية تشهير ضد الفايد.

كما استقال سياسي ثالث، “جوناثان أيتكين”، الذي كان آنذاك وزيراً في الحكومة، بعد أن كشف الفايد أنه أقام مجاناً في فندق “ريتز كارلتون” في باريس في نفس الوقت الذي كان فيه مجموعة من تجار الأسلحة السعوديين.

وفي عام 2010، باع الفايد متجر “هارودز” لصندوق الثروة السيادية في قطر، وتم استخدام ما يقرب من نصف سعر الشراء لسداد ديون الشركة.