وطنا اليوم:طرأت على المجتمع الأردني في السنوات الأخيرة تغيرات اجتماعية جديدة تغلغلت في جسم هذا المجتمع الأردني ببطء إلى أن وصلت إلى منظومة القيم العليا التي توافق عليها مجتمعنا لعقود طويلة وقد تم هدم هذه المنظومة باستبدالها بمفاهيم جديدة ومعايير جديدة وأحكام جديدة كانت غريبة على مجتمعنا، انعكست هذه المفاهيم الجديدة على التكوين البنيوي للمجتمع ومقايسة ومعاييره وأحكامه.
تم استبدال الإيجابية بالسلبية والتكافل الاجتماعي بالخلاص الفردي، والمصلحة العامة بالمصلحة الخاصة الضيقة والتشكيك بدلا من الثقة واستبدل الحب بالكراهية فأصبح خرق القانون إنجازا والشتم بطولة والغش حتى في التعليم نجاحا والفهلوه من الذكاء والتفاهة والسخرية من متطلبات الإعجاب في وسائل التواصل الاجتماعي.
ونتيجة لذلك تم التسليم بانتشار المخدرات والتسليم بالمخرجات الرديئة، لمنظومة التعليم وعدم الإخلاص بالعمل وضعف الإنتاجية وهشاشة العلاقات الاجتماعية، يتم وصم كل من يعمل بالعمل العام بالفساد وكذلك كل مسؤول، ويتهم كل من لديه سلطه على مال بعدم النظافة والاختلاس، يتم وصم كل المجتمع بالفساد والمحسوبية والواسطة.
هذه الحالة التي يتم بها وضع الجميع في سله واحده هي الحالة التي تقدم قارب النجاة للفاسدين الحقيقيين وتجعلهم يشعرون بالأمان والطمأنينة فالجميع في سله واحده وهم (الفاسدين) لا يشكلون حاله استثنائية بل هم جزء من الحالة العامة، خلط الأوراق هذه هي أكبر هديه تقدم من المجتمع للفاسدين الحقيقيين.
نقر بوجود فساد وشر كذلك لكننا نقر بوجود خير وعطاء من أفراد ومؤسسات لكن للأسف يتم التشويه والتشكيك في هذه الفئة الخيرة.
الخيرية هي الفطرة وعلينا دعمها وتعزيزها لا شتمها ، والشر والفساد الحقيقي هو استثناء علينا محاربته..
انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتدني الوعي سمحا للجميع أن يصدروا الأحكام حتى لو كانت هذه الأحكام من أمي أو شبه أمي أو فاشل أو من شخصية غير متوازنة أو حاقد أو جاحد أو من ينظر إلى العالم من خرم الإبرة ومن عالمه الضيق. هكذا وبكل بساطة يتم وضع الجميع في سلة واحدة والجميع مدانون والجميع متهمون وهكذا بكل بساطة يتم وصم شعب كامل بالفساد. يتم ذلك دون وازع من ضمير أو حتى محاولة التروي أو التحري أو التثبت.
(الدين يطلب منا التبين والتثبت ولا نكن من الفاسقين)
ما سبق تم تطبيقه باستمرار على النادي مجرد أن يكتب أي شخص ممن لم يلب طلبه في وظيفة أو امتياز أو تدريب في النادي على مواقع التواصل الاجتماعي انطلاقا من مصلحته الشخصية وبحقد وتطرف حتى يحتفي به الكثير من الناس ويشتم النادي ويتهم (بعضهم تواصل معنا وهددنا… إن لم توظفوا ابني أو ابنتي أو تسمحون له أو لهم بالتدريب سنشتمكم ونفضحكم على الفيسبوك…!! لم نقبل هذا الابتزاز الرخيص وفعلوا ما توعدونا به ولا زالوا هم المتخصصون في شتمنا والتشكيك بنا إلى اليوم…)
قال البعض من أبناء جلدتنا من أبناء الكرك في النادي ما لم يقله مالك في الخمر !!!!!
نتابع وندرس ونحلل كل ما ينشر عن النادي ولم ندخل في معارك جانبية مع أحد لانشغالنا في تصميم برامج وتطوير أخرى واستحداث برامج جديدة وتقييم لكل ما نعمله ومتابعة العمل اليومي والسعي للحصول على تمويلات لتغطية نفقات البرامج المجانية إلا أن حملات التشكيك والهجوم قد زادت عن حدها وأصبح السكوت من جانبنا يفهم أنه ضعف ولا يفهم أنه ترفع… ولذلك لا بد من أجل المحافظة على مؤسستنا التي ترعى هذا الجيل والأجيال القادمة أن ندافع وبقوة عن مؤسستنا الفريدة من نوعها ولن نقبل أن نكون متهمين من حاقدين وجاحدين أيضا، ندافع بالقانون وندافع بأخلاقنا وندافع بإنجازنا وعليه لا بد من توضيح ما يلي.
القاعدة المنطقية (قاعدة عدم التناقض)
تقول: الشيء ونقيضه لا يمكن أن يجتمعا أبدا. (الليل لا يجتمع مع النهار والخير لا يجتمع مع الشر) ولذلك الإبداع لا يجتمع مع الواسطة (التي نوصم بها ليلا ونهارا) لأن الواسطة ستفشل في أول اختبار في أول يوم في مختبر أو مرسم أو…..الخ
أما الحقيقة التي نعتز بها والتي لن يستوعبها العقل المشكك أننا دربنا (٣٠) ألف طفل وشاب مجانا ولم يتدرب واحد ونكرر هنا لم يتدرب واحد بالواسطة لأنه ببساطه يتم التسجيل إليكترونيا ولا نعلم من سجل أصلا… ولا نتعرف على المتدربين إلا في أول يوم تدريب. على من يشك في ذلك عليه الاطلاع على آلية التسجيل وسجلات المتدربون في النادي.
الفكرة النبيلة والرسالة النبيلة لا بد من أن أن تكون وسائلها نبيلة ونظيفة ولذلك لم يقبل الناس فكر ميكافيللي (الغاية تبرر الوسيلة) لأنه فكر انتهازي، غير إنساني.
إن المجموعة التي تحركت لتأسيس النادي قبل ١٣ عاما بوازع من ضمير وشعور بالمسؤولية لا بد أن يحكمها النزاهة المطلقة وهو نفس الضمير. ولذلك يتم ضبط الإنفاق المالي بصوره من النزاهة المطلقة وعلي من يشك في ذلك أن يزور النادي وله الحق بالتدقيق المالي والاطلاع على كافة السجلات المالية.
نادي الإبداع منذ تأسيسه ولأنه هيئة تطوعيه يعاني من أزمات مالية سنوية إلا أننا استطعنا الصمود ١٣ عاما وبصعوبة أما الإشاعات المنتشرة في مجتمع الكرك أننا نحصل على ملايين سنويا فإننا نقول إننا نتمنى أن يكون هذا الخيال الشعبي صحيحا لنتمكن من بناء مجمع علمي يتحدث عنه العالم وهذا هو طموحنا.
يقول الدكتور أحمد زويل في كتابه (عصر العلم) أن الغرب يدعم الفاشل لينجح والعربي يحبط الناجح ليفشل أن كثيرا ممن يهاجمون النادي يحاربون النجاح بل إن النجاح يغيظهم ويتمنون أن يكون النادي ضمن القطيع وان لا يحلق النادي خارج السرب (البعض يصرح علنا أنه يهاجم النادي لأن النادي خطف الأضواء!!) لقد وصل الحقد من البعض ممن لا يعجبهم أي منشور يدعم النادي معنويا أن يتصلوا بالكاتب لإقناعه بحذف ما كتب وتكرر ذلك مما يشي أن الهجمة منظمة وإلا ماذا نفسر رغبتهم في إغلاق النادي والتي عبروا عنها علنا حتى من بعض المستفيدين من النادي.
تقول القاعدة القانونية والفقهية (كل إنسان بريء حتى تثبت إدانته) استطاعت التغيرات الاجتماعية الأخيرة التي أشرنا لها في بداية المقال أيضا قلب هذه القاعدة إلى (كل إنسان متهم حتى تثبت برأته) ومن هنا طبقت هذه القاعدة على نادي الإبداع. المروءة لا تقبل ما نتعرض له، الإنصاف لا يقبل ذلك. الدين لا يقبل ذلك، الأخلاق لا تقبل ذلك… لماذا تغيرنا…!!؟
نختم بما يلي وبكل وضوح:
نادي الإبداع فكره والفكرة لا تموت نادي الإبداع تأسس قويا وبقي قويا وسيظل قويا. تعرض سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إلى أذى قريش وتشكيكهم وتكذيبهم ومؤامراتهم ولكنه صمد في سبيل تحقيق رسالته… ونجح وانتصر ويشرفنا أن يكون رسول الله أسوتنا وسنكمل رسالتنا وسننجح.
جاليليو تم التشكيك بنظريته في دوران الأرض ولم يجد من يدافع عنه أحد وتمت محاكمته بتهمه الهرطقة حتى تلاميذه نصحوه أن يتراجع عن فكره أن الأرض تدور وطلبوا منه أن يعلن أنها لا تدور وأجابهم: نعم ولكنها تدور.
لم ندخل في تفاصيل من هاجمنا ولماذا؟ وقد نضطر للرد على كل واحد وسنعلم الجمهور لماذا يهاجمنا هذا أو ذاك ونعرفهم جميعا. سندافع عن النادي بقوة وقد نضطر إلى اللجوء إلى القضاء لمن يتخطى الحدود.
نشكر ونعتز ونقدر الأقلام الشريفة التي كتبت عن النادي. نقدر عاليا وبكل احترام كل من تواصل معنا داعما هاتفيا أو من خلال الرسائل أو التعليقات وان كانوا قلة إلا أنهم من تبقى في مجتمعنا من وعي وانتماء وامتنان وقد وصفت القلة بالفئة المحمودة في القرآن الكريم (قليل من الآخرين) ووصفت الكثرة بأنهم (لا يشكرون) (لا يفقهون)… بل (أكثرهم فاسقون)
النادي فكره والفكرة لا تموت ، لن تموت فكره النادي بل ستزدهر سنكمل المسيرة وبقوة مع الشرفاء من أبناء الأردن. وطننا يستحق العمل الجاد. شبابنا يستحقون المزيد من العلم والمعرفة وترسيخ مفاهيم القيم الإنسانية العليا في الحق والخير والجمال.
الرئيس التنفيذي لنادي ابداع –الكرك
م.حسام الطراونة .