الدكتورة اسيل الشوارب
أبا عمر، دكتورنا الحاضر الغائب
أربعون يوما أوجعنا الرَّحيل، وتاه بنا الدليل
أربعون يوما كبرت مساحات الحزن وزادات مسافات الفقد
أربعون يوما والأيام ثقيلة علينا في البعد
أربعون يوما غبت عنا وغاب وجهك الوضّاء
يا سيّد الحلم والعطاء مع طلبتك كما أهل بيتك، وأصدقائك وزملائك كما أشقائك وشقيقتك .
كنت لنا الحكم، والحكيم، فلك مِنّا دمع القلوب قبل العيون الذي لن يعزّ عليك أيها النبيل.
كنت الصوت العالي الحرّ الذي أخلص للوطن، صاحب الكلمة الصادقة ، والبحث العلمي، والتَّميز، وخدمة الوطن، وفيَّاً لمبادئك، ووطنيتك وطلبتك ومحبيك ومن يستجير بك .
لا أدري ان كنت أكتب عنك معلماً صادقاً، أم أستاذاً متميزاً، أم صديقاً أميناً لكل طالب علم، أم حكيماً خدم الاردن والوطن في كل جامعة كنت فيها من مؤتة إلى الأردنية.
أم أكتب لعطائك الصادق في كل مساق درسته، في كل رسالة أشرفت عليها، في كل بحث حكمته، أم لنضالك العنيد في كل لجنة للاعتماد أو لتصنيف الجامعات أو لبناء معايير الجودة.
اليوم، نحن الذين أوجعنا رحيلك ندرك حجم الفراغ بغيابك، ومساحات الغربة والاغتراب بدونك، اليوم سندرك كم هو قاسٍ فقدان مهابة حضورك، عندما يسود الصمت المطبق دون ضحكات كانت دليلا لمكان اللقاء.
المشهد لن يكتمل بغيابك، وسنظل نبحث عنك فمشاريعنا لم تكتمل.
سنفتقد صوتك وضحكاتك حين نقف معا ، وسيظل مكانك خاليا لا يشغله أحد،
سنتحدث عنك دائما وستبقى دروسك لنا وكلماتك معنا، وسنخفي دمعة الاشتياق .
هذا ليس رثاءا فأنا أضعف من أن أفعل ذلك، هذا بوح مؤجل في حضرة الغياب كنت تستحق أن تقرأه بنفسك.
وداعا وأنت الحاضر في القلوب.. فالأحبة أبدا لا يرحلون.
نعدك أن نواصل حمل مبادئك وقيمك ودروسك و ندعو لك بالسلام والراحة الأبدية في ملكوت السماوات. وليكن ذكرك مؤبدا.