وطنا اليوم – ادلى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، اليوم الأحد، بتصريحات حادّة حول المحادثات المنعقدة في مدينة جدة السعودية بشأن أوكرانيا. وفي تعليقه على هذه المحادثات، قال مدفيديف: “العدو يتعين عليه الحضور زاحفاً على ركبتيه، مستجدياً الرحمة”. ووفقاً للتصريح الذي نشره على قناته على منصة “تليغرام”، أعرب مدفيديف عن صعوبة انتقاد رغبة إنهاء الحرب، مشدداً على أنه من المستحيل الجدال بشأن ميثاق الأمم المتحدة، مع الإدراك أنه ينص على حق الأمم في تقرير مصيرها، إلى جانب السيادة. وأضاف مدفيديف أن “أي اقتراحات للسلام يجب أن تأخذ في اعتبارها ثلاثة شروط مهمة، وهي مشاركة الأطراف المتنازعة في عملية الحوار، والنظر في السياق التاريخي والوقائع الحالية”، في إشارة إلى إقدام روسيا على ضم مقاطعات دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون لسيادتها في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.
واعتبر مدفيديف أن أوكرانيا لم تكن موجودة ككيان دولي حتى عام 1991 بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، ووصفها بأنها “شظية الإمبراطورية الروسية”، معتبراً أن البلد المجاور قد دخل في مرحلة “نصف العمر،” وعاد جزء من أراضيه إلى روسيا.
وفي ختام تصريحه، شدد الرئيس الروسي السابق على أن الوسيط الذي يكون مستعداً للاعتراف بتلك الحقائق الواضحة ستكون لديه فرصة لإحراز تقدم في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا. وأضاف أن “المفاوضات ذاتها غير مطلوبة حالياً، وأن العدو يجب أن يكون مستعداً للحضور زاحفاً على ركبتيه واستجداء الرحمة”.
تجدر الإشارة إلى أن المحادثات التي جرت في جدة يومي السبت والأحد شملت مستشاري أمن قومي ومستشارين سياسيين من أوكرانيا، وقدمت خلالها أوكرانيا ما وصفته بـ”معادلة السلام”. وشارك في هذه اللقاءات ممثلون عن نحو 40 بلدًا، لكن روسيا لم تكن من بين الحاضرين.