اللواء المتقاعد عودة شديفات
تكبر في قلوبنا أيها الوطن الأعز ونحن على مشارف المئوية الثانية من عمرك المديد بعون الله، ففي يوم الشدة تقول أبشر، وتتسامى فوق الجراح، وتتألق في العطاء، وتنثر الورود وتنشر الأمل، وتسير بخطى ثابته نحو المستقبل، فتزهو باسمك لأنك غير ومنبع خير، وتكبر بانجازاتك وإرادة أبنائك وصبرهم وحبهم لك، فهم أنت، وأنت هم، ما لانت عزائمهم، فأنت عنوانهم وشموخهم وكبريائهم، والبيت الذي ضمهم ويؤويهم ويحميهم، فما أبهى نهج أهلك وقيادتك وجيشك وهم يرسمون الانموذج الاردني الراقي في ادارة شؤون الدولة، وإدارة الأزمات ومواجهة التحديات، عليهم هيبة من الله، فقد أجاروا المظلوم وآووا المشرد والمحروم وترفعوا بأخلاقهم وإنسانيتهم عن صغائر الامور، يتنادون لوحدة الصف والكلمة ونشر أسمى القيم لخدمة الانسانية جمعاء، ايماناً بأن كرامة الانسان هي الأغلى والأسمى دون غيرها، وأن التعاون وتبادل الآراء والمعارف والخبرات هي الطريق السليم للتعامل مع أي ظروف أو تحديات أو أزمات، قد يشهدها الوطن أو الاقليم أو العالم كما حصل خلال عقود مضت تاججت فيها الحروب والصراعات والفتن والارهاب وتنامت فيها كل اشكال القتل والدمار في بقاع شتى من العالم وكما يحصل الان في هذه المعركة الكونية مع فيروس كورونا العدو الخفي الذي فتك بكل الاسلحة والاستعدادات وتحدى حرب النجوم والصواريخ والخطط والاستراتيجيات، فالاردن يؤمن بأن العقول وحدها -بأمر الله وتوفيقه- هي القادرة على الوقوف في وجه هذه الجائحه اذا تعاون الجميع تحت مظلة واحدة ومن أجل غاية وهدف واحد، بعيداً عن التشكيك والتشبيك وخلط السياسة بالاقتصاد، ونسيان حياة الانسان الذي هو محور الحياة وصانع الانجاز، وخليفة الله في الارض، ولهذا أقول بكل اعتزاز وشموخ وأمل الأردن غير ومنبع خير، لأنه لم يضمر الشر لمخلوق على وجه هذه الأرض، قيادته هاشمية من سلالة خير خلق الله، وجيشه عربي هاشمي مصطفوي وأهله ربع شهامة وكرامة وايثار وتسامح.
وهو على هذا النهج منذ تاسيس الدولة ومنذ الخلاص من الهيمنة العثمانية ومازال يحمل ذات الاهداف والمبادئ والغايات السامية وهو على أبواب الاحتفال بالمئوية الأولى لتأسيس الأردن ،القوة والمنعة والهيبة والشموخ ، الاردن الذي اثبت للقاصي والداني أن نهجه واضح وتاريخه مشرف وسيرته عطره وهو الانموذج الذي يحتذى في نكران الذات والايثار والقدرة على مقارعة الخطوب والتحديات لأنه غير ومنبع خير وسيبقى بعون الله وتوفيقه الشامة التي تزين جبين التاريخ قولا وفعلا فإلى الامام بهمة ابنائك يا وطني إمض وعين الله ترعاك.