وطنا اليوم: أكد متحدثون في ندوة “العمل الحزبي ماضيا وحاضرا ومستقبلا” والتي نظمها فرع نقابة المهندسيين الأردنيين في اربد اليوم اننا امام نقطة تحول وانطلاقة جديدة وتاريخية فيما يتصل بطبيعة العمل الحزبي والسياسي.
وقال أمين عام حزب الميثاق الوطني الدكتور محمد المومني إن المشروع الاصلاحي المقبل عليه الأردن في كافة المجالات والمسارات مختلف عن المراحل والتجارب السابقة بكثير لاسيما في ممارسة العمل الحزبي ودور الاحزاب في المشهد الوطني.
وأضاف المومني ان المرحلة الجديدة في العمل الحزبي ترتكز على البرامجية التي ستحدد وجهة الناخب بالدرجة الاولى خلافا لما كان سابقا، لافتا الى أن الاحزاب الوطنية تتسع للرأي الاخر خلافا لما كان عليه حالها سابقا سواء الاحزاب الايديولوجية او العقائدية او الاحزاب القائمة على الشخصنة والنفوذ اكثر من البرنامج.
وأكد المومني ان التشكيك بجدية وأهمية العمل الحزبي اصبح من الماضي بحكم القانون والضمانات والمخرجات التي تمخضت عن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، مشددا انه لا يوجد أي املاءات سواء كانت داخلية أو خارجية على قرارات اللجنة ومخرجاتها وما اعقبها من تشريعات وتحصينات دستورية وهو ما يعكس ممارسة السيادة الوطنية.
واعتبر المومني أن الضمانة الملكية بتطبيق وترجمة رؤى التحديث السياسي وتشكيل مجلس الامن القومي وقانوني الانتخاب والاحزاب تعبر عن الارادة الجمعية لأهمية الاصلاح السياسي المتدرج الذي تعد الحزبية البرامجية رافعتها الاساسية.
وأشار المومني الى أن ديناميكية العمل السياسي ستشكل الاحزاب حاضنته، مؤكدا انه لا يوجد أي تعارض بين تركيبة المجتمع الاردني والتركيبة الحزبية لتقديم مشهد حزبي مختلف ومنتج.
من جانبه أكد رئيس المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الاجتماعي العين جميل النمري أن شكل الاحزاب في الاردن مقبل على التغيير من الاشكال التي سادت في مراحل سابقة والتي كانت قائمة على العقائدية والايديولوجية وأكثرها ليست احزاب وطنية انبثقت من الساحة الاردنية.
وأعرب النمري عن التفاؤل الكبير بنجاح التجربة الحزبية الجديدة بمحاكاة ومعاينة الواقع بشكل تدريجي يقود الى التوسع فيها مستقبلا وصولا لهدف ورسالة العمل الحزبي وهو الوصول الى السلطة التنفيذية وتداولها.
ودعا النمري الى اهمية التوجه نحو الائتلافات او الاندماج بين الاحزاب ذات اللون المتقارب والبرامج المتشابهة لتجسيد الوجه الحقيقي التي نريدها من الحياة الحزبية ويثق بها الجمهور.
وقال أمين عام حزب الائتلاف الوطني النائب السابق الدكتور مصطفى العماوي انه لدينا فرصة تاريخية يجب استغلالها لولوج حالة حزبية جديدة مؤطرة برامجيا قادرة على كسب الثقة والتأييد وان الرهان على نجاحها مرهون بقدرة الاحزاب الموجودة على الساحة الوطنية بتقديم برامج مقنعة وواقعية.
وأكد العماوي أن الاحزاب بمجموعها يجب أن تمثل مشروعا وطنيا متكاملا تتنافس فيه على خدمة الوطن والمواطن وتسهم في التخلص من التجارب الماضية غير الناضجة محذرا في ذات الوقت ان فشل التجربة سيعيدنا الى المربع الاول.
واشار العماوي الى اننا نسعى الى خلق منظومة سياسية متقدمة من خلال حياة حزبية برامجية تقود الى المطبخ التشريعي وصولا الى حكومة برلمانية خلال الدورات المتلاحقة لانتاج برلمان عنوانه الديمقراطية وتداول السلطة.
وقال عضو مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب الدكتور رائد العدوان ان اشراف الهيئة على الاحزاب وتصويب اوضاعها جاء كونها هيئة دستورية مستقلة تتبع جلالة الملك ولا سلطان عليها من اي سلطة اخرى لتحصين عملها ومخرجات ادائها بما ينعكس على تطور المشهد السياسي والحزبي وضمان الممارسة الفضلى له.
واستعرض العدوان نشأة وتطور الحياة الحزبية في الاردن، مشيرا الى انه بعد توقف العمل والنشاط الحزبي لحوالي خمسة عقود عادت الحياة الحزبية في 1992 ولكن التجربة الحزبية لم تنجح بالاستمرارية والديمومة لارتباطها بعباءة الشخوص اكثر من البرامج وهو ما دفع الارادة السياسية العليا لتشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسة لصياغة مخرجات تتواءم مع الرؤية الملكية بتطوير العمل الحزبي كرافع للحياة السياسية والتنمية الشمولية.
وأكد العدوان ان الدولة الاردنية أوفت بالتزاماتها بتشريعات جديدة تدفع بالحياة الحزبية قدما وفي ذات الوقت تحافظ على الهوية الوطنية، لافتا الى جملة من التشريعات والقوانين المتصلة بتطوير العمل الحزبي كقانوني الانتخاب والاحزاب والتمويل وتعليمات العمل الحزبي داخل الجامعات وغيرها من الضمانات.
وكان نقيب المهندسين الأردنيين أحمد سمارة الزعبي ورئيس فرع النقابة في اربد الدكتور جهاد الردايدة، أكدا أهمية دور النقابات في الدفع بالحياة السياسية والحزبية بما تضمه من خبرات وكفاءات.