م.حسام الطراونة. المؤسس والرئيس التنفيذي لنادي الإبداع الكرك
وطنا اليوم: المسؤولية المجتمعية هي مفهوم يشير إلى التزام الشركات و الأفراد الأخلاقي بتحقيق الفوائد الاجتماعية و التنموية بما يعود بالفائده على المجتمع بشكل عام وتحسين جودة الحياة في المجتمعات و بالمقابل يساهم ذلك في بناء سمعة إيجابية للشركات و الأفراد تتبنى الممارسات الأخلاقية.
معظم دول العالم تنظم هذه المسؤولية المجتمعية بالقوانين و التشريعات و التي تنظم كمية و كيفية المساهمات المالية التي تدفعها الشركات ضمن المسؤولية الاجتماعية
بل ان كثير من الدول تطلب من الشركات تقديم تقارير مالية و معلومات تفصيلية حول الأنشطة المجتمعية للشركات و المصانع و تشمل تفاصيل المبالغ الماليه المخصصه للمسؤولية الاجتماعية وفي الدول المتقدمة تتنافس الشركات
و الأفراد الأثرياء من يقدم الأكثر من الدعم و الأفضل و الأجود للمجتمع ومؤسساته المدنية.
بألم شديد نقول و كلنا نعرف ذلك أن ما سبق ذكره حول الدور المجتمعي للشركات و الأفراد الأثرياء يتم في وطننا بشكل معاكس تماما ، الدول المتقدمة تتنافس بتقديم الدعم وفي الأردن تتنافس الشركات و الأثرياء بعدم تقديم الدعم للمجتمع و ان قدمت فتقدم الفتات الذي لا يسمن و لا يغني من جوع و لا توجد قوانين و تشريعات تنظم او تلزم الشركات
بتقديم الدعم ، قد أخبرني مدير عام المجموعة الأكبر للشركات في الأردن أنهم لا يرصدوا ضمن موازنتهم السنوية اي مبلغ للمسؤولية المجتمعية لانه ببساطه القانون لا يلزمهم . نعم ان قانون ضريبة الدخل
يقدم تحفيز لمن يتبرع بتخفيض المستحقات الضريبية إلى ما يصل إلى ٢٠%، إلا أنه يتم الالتفاف بذكاء حول ذلك ومن ناحية أخرى نعم بعض الشركات تخصص مبالغ للمسؤولية المجتمعية إلا أن أسس الصرف تخضع بامتياز لمزاجية رئيس مجلس الاداره و المدير العام وقد رصدنا بألم شديد خلال ثلاثة عشر عاما بما يتضمن الاجنده الخاصه لهذا او ذاك و بما يحقق له شعبوية أو طموح سياسي خاص او علاقات شخصية أو عليك – كما يتم نصحنا بالقول ( ابحث عن مفتاح هذا المدير العام) و في كل الأحوال ينظر إلى الجمعية – مثل نادي الإبداع-الكرك انه يتسول و لا ينظر له بأن هذا حق للمجتمع و في أحسن الأحوال لا زالت فكرة الشاعر الذي كان يمدح الخليفة العباسي فيعحب الخليفة بشعره فيأمر…( أعطه يا غلام مائة درهم)
هذه هي الصوره بلا مبالغة او تجميل او تشويه ….و هذه هي الصورة التي
التي يعاني نادي الإبداع منها واقعا معاشا على مدى ثلاثة عشر عاما… إلى أن وصلنا إلى طريق مسدود.
طريق دفعنا إلى المصارحه الكبيره هذه ،مصارحه بقدر حبنا لوطننا … ونقول:
ان نادي الإبداع- الكرك يقدم كافة برامجه التعليمية ضمن مختبرات علميه متقدمه لا يوجد بعضها حتى في الجامعات… نقدم كل ذلك مجانا و أكرر مجانا منذ عام ٢٠١٠ ، علمنا و دربنا ما يتجاوز ( ٢٧) ألف طفل و شاب و فتاة في العلوم و التكنولوجيا و الفنون و الريادة. رفدنا القطاع الخاص بكفاءات ، نجح البعض في تأسيس مشاريعهم الخاصة ، حصل النادي ومنتسبيه على تقدير وجوائز
علمية عالمية، دعمنا المبدعين، عززنا القيم و الانضباط و الالتزام و الثقة بالنفس و المواطنة و التطوع و العمل الجماعي للشباب
لم يتم ذلك في حي عبدون او دابوق
الراقي في عمان بل في منطقة هي الأكثر
حاجة لدعم أطفالها و شبابها.
منذ بداية هذا العام تواصلنا مع مئات
الشركات بكل الوسائل لم نحصل من هذه الشركات و لا حتى على فلس واحد…تواصلنا مع كافة البنوك العاملة في الكرك ( موجودات البنوك الأردنية ٣٥ مليار)
لم نحصل الا على الف دينار. لان حسابنا لديهم
يحتاج النادي الى مبلغ ٣٠٠ الف دينار
سنويا لتنفيذ برامجه و التي تصل في أشهر الصيف الى ١٤ تدريب منوع يوميا. و ننفذ سنويا مئات البرامج و خاصة في العلوم و التكنولوجيا مجانا
هل كان هذا متعمدا ؟ لا نتهم بل نسأل
هل لا تدرك الشركات والأثرياء أهمية
بناء الإنسان الأردني بما يواكب أدوات العصر و نقصد عصر العلوم و التكنولوجيا؟
هل لا يدركون أهمية الإبداع و الابتكار و الريادة للشباب الأردني؟
هل يعنيهم أو لا يعنيهم مقدرة النادي على الاستمرار؟
هل يعنيهم خسارة أبناء الكرك لهذا المكتسب؟
هل تعنيهم الاغوار الجنوبيه التي عملنا بها ووجدنا الشغف نحو المعرفة و الجديه والالتزام لدى شباب الاغوار ؟!
هل يشعرون أن خسارة النادي هي خسارة وطنية. خسارة لمؤسسة أهلية ، تعليميه كبرى ؟
هل من ضمير يتململ و يدعم و يسأل لماذا وصلنا إلى طريق مسدود؟
الا تحل مشاكل النادي المالية توقيع شراكة استراتيجية بشكل رسمي مع الشركات العاملة في محافظة الكرك مثل البوتاس والفوسفات و البرومين
تلتزم بالدعم السنوي و يكون النادي هو ذراعها الاجتماعي و الثقافي و العلمي ؟
أليس من واجب البنوك العاملة في الكرك والتي تربح من تواجدها في الكرك أن تقدم دعما سنويا للنادي ولو رمزيا من كل بنك أم أن دورها فقط في رفع الفائدة على المقترضين ؟
نؤمن في نادي الإبداع برسالتنا و دورنا و نعتز مخرجاتنا . وما نقوم به
هو إيماننا بدرونا الديني و الوطني و الأخلاقي و الإنساني.
سنناضل من أجل استمرار النادي بل تطويره و توسعه.
هل من مستمع لما نقول؟.. لا زلنا نأمل.
