وطنا اليوم:عبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأربعاء، عن “تأثره”، غداة مقتل مراهق على يد شرطي، فيما دعت الحكومة إلى “الهدوء”، بعد ليلة من الاشتباكات العنيفة في ضواحي باريس.
ونقل الناطق باسم الحكومة الفرنسية، أوليفييه فيران، عن ماكرون دعوته إلى “الهدوء” بعد اندلاع أعمال شغب في نانتير، حيث كان يقيم الشاب البالغ من العمر 17 عاما، الذي قتل الثلاثاء لعدم امتثاله للوقوف عند نقطة تفتيش مرورية.
وقال مكتب المدعي العام المحلي، إن السلطات الفرنسية احتجزت ضابطا للاشتباه في ارتكابه “جريمة قتل” بعد الحادث الذي وقع، صباح أمس الثلاثاء، في ضاحية نانتير غرب باريس.
وتابع المكتب أن المراهق، كان يقود سيارة مستأجرة في وقت مبكر الثلاثاء، عندما أوقفه حاجز للشرطة لمخالفته قوانين السير.
وأظهر مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، تحققت وكالتا فرانس برس ورويترز من صحته، رجلي شرطة، وهما يحاولان إيقاف السيارة قبل أن يطلق أحدهما النار من نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها.
واصطدمت السيارة لاحقا بجدار جانبي، بعد أن تحركت مسافة قصيرة إلى الأمام.
وحاولت خدمات الإسعاف إنعاش السائق الشاب في موقع الحادث، لكنه توفي بعد ذلك بوقت قصير.
وأبلغ وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، البرلمان، أنه يجري استجواب ضابطي الشرطة، مقرا بأن مقطع الفيديو المنشور “صادم جدا”.
وحض دارمانان الناس على “احترام حزن الأسرة، وقرينة البراءة للشرطة”.
واعترف قائد شرطة باريس، لوران نونيز، في مقابلة مع تلفزيون “بي اف ام” أن تصرف الشرطي “يثير تساؤلات”، رغم إشارته إلى أنه ربما شعر بالتهديد.
وقال دارمانان إن الشرطيين، اللذين أوقفا السيارة وتتراوح أعمارهما بين 38 و40 عاما، من ذوي الخبرة.
وقال ياسين بوزرو، محامي أسرة القتيل للقناة نفسها إنه بينما يتعين على جميع الأطراف انتظار نتيجة التحقيق، فإن الصور “أظهرت بوضوح شرطيا يقتل شابا بدم بارد”.
وأضاف أن الأسرة تقدمت بشكوى تتهم فيها الشرطة بـ”الكذب”، من خلال الزعم في البداية أن السيارة حاولت دهس رجال الشرطة.
وفي وقت لاحق من مساء الثلاثاء، أشعل متظاهرون النيران في شوارع نانتير وأحرقوا سيارة وحطموا مواقف حافلات، مع تصاعد التوتر بين الشرطة والسكان.
وقالت السلطات الفرنسية إن تسعة أشخاص اعتقلوا نتيجة أعمال الشغب.
وقالت مورنيا لبسي، وهي من سكان المنطقة وناشطة مناهضة للعنصرية إنها تحدثت إلى أسرة الضحية، وإن اسمه نائل وإنه من أصل جزائري. ولم يحدد الادعاء هوية الشاب بعد.
وهذا هو ثاني حادث من نوعه في فرنسا هذا العام.
ووفقا لإحصاء لرويترز، قُتل 13 شخصا في ظروف مماثلة عام 2022 مقارنة مع ثلاثة في عام 2021 واثنين في عام 2020، وكان غالبية الضحايا من السود أو من أصول عربية، ووجهت اتهامات لخمسة من رجال الشرطة في هذه القضايا