د. ياسين رواشدة
” نودع سنه و نستقبل اخرى…لكن هذا المره نودع سنة قاسية و خطيره و مؤلمه..سنه تفجر فيها زلزال فايروس كورونا..كظاهرة مفاجئة مذهله..قلبت كل الموازين..اصبح العالم الغني والفقير و الصغير والكبير كلهم سواء ..كلهم اقزام تجاه هذا الفايروس القاتل.. لقد هز الفايروس المشاعر والعقول وقلب المعايير والمقاييس..لدرجة اصبح الناس لا تصدق ما يحدث..و بعضهم لا يزال حتى الان.. هذا العام ٢٠٢٠ نودعه و ايدينا على قلوبنا خائفين ان يتمدد هذا العلام بخصائصة و ميزاته الى العام الذي يليه… لكن الانسان بطبيعته كعصي على الصعاب وقادر على المستحيل نهض قليلا وقاوم وحاول وبحث وبحث..لعله يجد العلاج..فظهرت بوارق الامل..لكن الشك ظل يرافق الحاله. لان هزة كورونا الضخمه ليس بالسهوله ان نصدق هزيمتها بسهوله..لانها هزمت ليس صحة الانسان فحسب بل ضميرة ووجدانه وهزمت طريقة واسلوب تفكيره. فاصبح الناس من شدة المصيبه لا تصدق ان العلم الحديث يستطيع هزيمة كورونا بمجرد اكتشاف لقاح!!.
لكن الاصرار والاصرار وحده و العلم وليس الخرافه هو الذي يقارع الفايروس ويدخل معه حلبة الصراع و ميدان المبارزه..
واذا نحن نودع العام و المبارزة بين الانسان و بين الفايروس لاتزال لصالح الفايروس الا اننا نامل- بل نسعى- بان تكون المبارزه في العام ٢٠٢١..لصالح الانسان و صالح الاصرار على فوز العلوم على الفايروس..
ومع الاعلان عن ظهور لقاحات ثلاث في اوربا وامريكا واربعة في الصين ولقاحان في روسيا …لقاحات نعرفها عن بعد ..لكنها لم تعرفنا بعد..
بتفاؤل حذر نسير للعام الجديد… مترددين و متباطئين..لكن ليس امامنا الا الصدق والصبر… لا خيار الا ان نسير بمسرب واحد وطريق باتجاه واحد…طريق التحدي والصبر والتفاؤل..
عام ٢٠٢١…سوف يشهد تلقي اللقاحات.. والكثيرين منا سترتعش عضلاتهم عند تلقي اللقاح.. ليس خوفا من الفايروس لكن هذا المره خوفا من اللقاح ذاته ايضا… لا خيار الا ان نقبل و نؤمن بالعلم والتكنولوجيا و بطوابير العلماء والباحثين الذين اخذوا الليل بالنهار لاكتشاف اللقاحات و نجحوا.. علينا ان نؤمن بماصنعوا و نقبل اللقاح كمخرج من هذه الورطه الطبيه والنفسيه…لنتفاءل وبحذر في العام ٢٠٢١. وكلما اخذنا اللقاح على اوسع نطاق كلما زادت مساحة التفاؤل.. .
بعام افضل اكثر سلامة واكثر املا…بالله وبانفسنا وقل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون..
وكل عام وانتم بخير.
د. ياسين رواشده/ دبلوماسي و خبير استراتيجي