وطنا اليوم – قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر إنه يعتقد أن الحرب الروسية الأوكرانية تقترب من نقطة تحول، ويتوقع إجراء مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا بحلول نهاية العام بفضل الجهود الأخيرة التي بذلتها الصين.
وأوردت مجلة نيوزويك (Newsweek) الأميركية -في تقرير لها- أن كيسنجر بدا واثقا في مقابلة له مع قناة “سي بي إس نيوز” (CBS News) من أن الصين ستساعد في تغيير أمد الحرب المستمرة.
وأعرب كيسنجر للقناة الأميركية عن اعتقاده بأن جهود الصين -التي دخلت حاليا في المفاوضات- ستصل إلى ذروتها بحلول نهاية العام الجاري.
مبادرة الصين
ولفتت نيوزويك الانتباه إلى أن بكين حاولت إعادة المحادثات بين كييف وموسكو عبر مبادرة من 12 نقطة نُشرت في الذكرى السنوية الأولى للهجوم الروسي على أوكرانيا، وتضمنت إلى جانب الدعوة لوقف إطلاق النار، ترك القوات الروسية في الأراضي التي استولت عليها بأوكرانيا، ووضع حد لأي عقوبات لم يوافق عليها مجلس الأمن الدولي.
وقال تقرير المجلة إن كيسنجر وفي رد له على سؤال عما إذا كان سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو إذا طلب منه ذلك، قال “سأكون ميالا إلى القيام بذلك، نعم، لكنني سأكون مستشارا، ولست شخصا نشطا”.
وفي تشكيك حول الدور الصيني من قبل السياسيين الأوكرانيين، نسبت نيوزويك إلى عضو البرلمان الأوكراني أولكسندر ميريزكو قوله لها عقب زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لموسكو في مارس/آذار الماضي؛ إن الصين ليست مهتمة بانتصار أوكرانيا في الحرب وإعادة كل أراضيها المحتلة، وإن فوز أوكرانيا يعني انتصار الصين للديمقراطية وهزيمة شريكها الإستراتيجي (روسيا)، “الصين ستبذل قصارى جهدها لمنع حدوث ذلك”.
العلاقات الصينية الأوكرانية
ومع ذلك -كما تقول المجلة- أجرى شي في وقت لاحق محادثة هاتفية لمدة ساعة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أبريل/نيسان المنصرم. وقال الرئيس الصيني لزيلينسكي -وفقا لملخص رسمي من الصين- “وسط الارتفاع الحالي في التفكير المنطقي والأصوات من جميع الأطراف، يجب أن ننتهز الفرصة لبناء ظروف مواتية لتسوية سياسية للأزمة”. وقال زيلينسكي على تويتر “أجرينا محادثة طويلة وذات مغزى”، مضيفا أن هذه الدعوة -فضلا عن تعيين سفير لأوكرانيا لدى الصين- “ستعطي دفعة قوية لتنمية علاقاتنا الثنائية”.
واستمرت المجلة لتقول إنه وعلى الرغم من أن مسؤولي بوتين والكرملين قالوا إنهم منفتحون على مناقشة الحرب مع أوكرانيا، فإن شروطهم لمثل هذه المحادثات تشير إلى أن وقف إطلاق النار بعيد المنال، وبالمثل أشارت أوكرانيا إلى أنها لا تستطيع التفاوض مع بوتين بسبب أمر المحكمة الجنائية الدولية بإلقاء القبض عليه بشأن الترحيل المزعوم لأطفال أوكرانيين.
وكان مستشار الرئاسة الأوكراني ميخايلو بودولاك غرد بعد صدور المذكرة في مارس/آذار الماضي بأن تعريف بوتين بأنه “مجرم دولي واضح ويعني بشكل مباشر أنه لن تكون هناك مفاوضات مع النخبة الروسية الحالية”.