وطنا اليوم – خاص – تصدرت من جديد المشهد التواصلي قصة الشاب الاردني قتيبة البشابشة مع رئيس الوزراء السابق عمر الرزاز بعد اعلان مؤشر هجرة العقول brain drain index (هو مقياس لهجرة ذوي الكفاءات واثاره الاقتصادية،) عن أن ارقام مؤشر الاردن شهدت ارتفاع كبير عبر السنين الماضية ليصل حاليا الى رقم أعلى من بلاد مثل الفلبين، الهند، مصر، ليبيا ،ايران.
وبحسب الدولة ومؤشر هجرة العقول، فان الاردن سبقت مصر و6 دول عربية اخرى في هجرة العقول فقد تصدرت سوريا بنسبة (8.1)، والمغرب (7.4)، واليمن (6.7)، والعراق (6.4)، ولبنان (6.3)، وتونس (5.5)، والجزائر (5.4)، والأردن (5.4)، ومصر(5.1)، وليبيا (5.1)، وجيبوتي(4.3)، والبحرين والسعودية (3)، والكويت(2.7)، والإمارات(2.2)، وسلطنة عمان (1.8)، وقطر(1.2).
وكان قتيبة طلب من رئيس الحكومة السابق عمر الرزاز أن يطمأنه إذا ما كانت الأوضاع ستتحسن في الأردن وإلا فسوف يستمر في البحث عن بلد يهاجر إليه.
حيث نشر الشاب الاردني قتيبة البشابشة منشورا عبر صفحته الشخصية فيسبوك في 2022 خاطب فيه رئيس الوزراء الأسبق عمرالرزاز ، بعد أنباء عن تعيينه محاضرا غير متفرغ في جامعة هارفرد في أمريكا .
وقال قتيبة في منشوره الذي كان كله عتاب على الرزاز الذي عشمه قبل سنوات بالبقاء في الأردن وعدم الهجرة تعويضه بفرصة جديدة عوضاً عن الفرص التي ضاعت عليه لكنه لا يجيب ، خاصة بعد أشهر من تواصله معه دون رد.
وختم قتيبة منشوره قائلاً : “دولتك شيل الزعل من راسك وخذني على هارڤرد”
وكان هاشتاغ هاجر ياقتيبة سابقاً اجتاح منصات مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن واستطاع تصدر قائمة الهاشتاغات الأكثر استخداما في البلاد عندما كان الرزاز رئيس للحكومة الاردنية وطلب حينها الشاب قتيبة من الرئيس أن يطمأنه إذا ما كانت الأوضاع ستتحسن في الأردن وإلا فسوف يستمر في البحث عن بلد يهاجر إليه فنصحه الرزاز بالعدول عن فكرة الهجرة وبالتعاون مع الجميع حتى يتحقق مراده.
فيما أظهر احدث استطلاع للرأي في 2021 قام به المعهد الجمهوري الدولي في الأردن، عزم العديد من فئة الشباب في الأردن مغادرة البلاد من أجل ضمان مستقبلهم وتحسين ظروفهم المعيشية.
كما أشار الاستطلاع الى قلة الثقة لدى الشباب الأردني في الأحزاب السياسية، وتفضيلهم للانتخابات البلدية على الانتخابات البرلمانية.
استهدف الاستطلاع الاردنيين من فئة الشباب الذين تترواح اعمارهم ما بين 18-35 عاما، وأفاد بأن ما نسبته 45 في المئة من الشباب يفكرون جديا بالهجرة الى الخارج، و35 في المئة فقط يعتقدون أن الشباب من الممكن أن يكون لديهم مستقبل جيد في الاردن.
استطلاع المعهد الجمهوري الدولي في الأردن سبقه استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية العام الماضي أظهر تقريبا ذات النسبة في رغبة الشباب الأردني بالهجرة. يرى مراقبون أن ارتفاع النسبة مرده إلى جملة من الأسباب المعيشية والاقتصادية والسياسية وضغوطات الحياة.
ويرى خالد القضاة، الصحافي الأردني، لبي بي سي أن النسبة التي وصل لها الاستطلاع منطقية، قائلاً: “بعدما تولدت لدى الشباب الاردني ردة فعل عكسية نتيجة لمخرجات منظومة إنتاج النخب الاقتصادية والسياسية في الاردن والتي انحصرت في العشرين سنة الماضية بزواج المال بالسلطة فظهر توريث المناصب واحتكارها في عائلات معينة بين الأقارب والانسباء او اخضاعها للمحاصصة المناطقية او العرقية او حتى الدينية، ما افقد الشباب الاردني الثقة بمستقبلهم وبدأوا بالتفكير جليا بالهجرة بحثا عن العدالة وتكافؤ الفرص التي افتقدوها في الاردن”.